رجل حماس القوي..ماذا تعرف عن يحيى السنوار؟
منذ أن كان قائداً لـ”حماس” في غزة عُرف عنه أنه الرجل القوي في الحركة، خاصة فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار التي تخوضها مع دولة الاحتلال منذ أشهر. زعيم “حماس” الجديد، البالغ من العمر 61 عاماً، التي تدرك “إسرائيل” أنه يعرفها أكثر مما تعرفه فقد أمضى في سجونها 23 عاماً قبل الإفراج عنه في 2011.
وبعد الإفراج عنه تولى الإشراف على كتائب عز الدين القسام الذراع المسلحة لحركة “حماس” لمدة 6 سنوات، أي إنه كان بمنزلة وزير دفاع الحركة، كما يقول مراقبون. وبعد هذه المهمة، انتخب السنوار رئيساً للحركة في غزة في 2017، قبل إعادة انتخابه للمنصب ذاته في 2021.
ويأتي اختيار السنوار مفاجئاً للبعض نظراً لأن الحركة اعتادت أن يكون رئيس مكتبها السياسي خارج غزة، لما يتطلبه ذلك الدور من السفر وتمثيل الحركة في كثير من المناسبات. وصرح مسؤول كبير في حماس لوكالة الأنباء الفرنسية، أن تعيين السنوار رئيساً للحركة ينطوي على “رسالة قوية” لإسرائيل بعد عشرة أشهر من بدء الحرب في قطاع غزة.
صدمة تل أبيت
كان إعلان السنوار زعيماً جديداً لـ”حماس” بمنزلة قنبلة بعد ترجيح توجه الحركة لاختيار قائدها في الخارج خالد مشعل لشغل المنصب أو رئيس مجلسها الشوري أبو عمر حسن.
صدمة اختيار السنوار كان لها وقع في تل أبيب أيضاً، حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن تعيين السنوار “مفاجئ، ورسالة لإسرائيل بأنه حي، وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى”.
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة “إكس”: “تعيين الإرهابي يحيى السنوار كزعيم جديد لحماس، ليحل محل إسماعيل هنية، هو سبب مقنع آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة الشريرة عن وجه الأرض”. وأضاف كاتس، في تصريحات صحفية لاحقة، أن اختياره يبعث برسالة مفادها أن القضية الفلسطينية أصبحت تحت سيطرة إيران وحماس.
بدابة المسيرة
في مراحله الأولى انضم السنوار منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، ودرس بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس باللغة العربية. وخلال دراسته الجامعية ترأس “الكتلة الإسلامية”، الذراع الطلابية لجماعة الإخوان.
في عام 1985، أسس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان المسلمين، الذي عُرف باسم “المجد” آنذاك. وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة “الاحتلال الإسرائيلي” في غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين. وساعد النشاط الطلابي السنوار على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في “حماس” بعد تأسيسها عام 1987.
دلالات الخطوة
رأى القيادي في حماس، سامي أبو زهري، أن اختيار السنوار يحمل “رسالة ذات دلالات كبيرة موجهة لإسرائيل وحلفائها”، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأناضول.
وفي تفسير لهذه الدلالات قال القيادي في الحركة، أسامة حمدان، إن اختيار السنوار “جاء ليؤكد وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها، وليؤكد أن سياسة الاغتيالات التي يمارسها العدو ضد قيادتنا ومقاومتنا لن تنجح في كسر شوكة المقاومة ولا في إضعافها”. وأشار إلى أن الحركة تختار قائداً لها يقود المعركة بشكل مباشر في مواجهة الاحتلال.
ولفت إلى أن “حماس” تؤكد من خلال هذا القرار أنها رغم كل الظروف القاسية التي قد تحيط بها، فهي قادرة على اختيار قائد لها يستطيع أن يمارس دور القيادة مهما كان وضعه وظروفه. وذكر حمدان في تصريحات لقناة “الجزيرة”، أن الحركة تريد أن تؤكد أنها ستبقى محافظة على برنامج الجهاد والمقاومة من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية كافة”.
وأضاف أن اختيار السنوار بالإجماع “يؤكد أن الحركة تدرك تماماً طبيعة المعركة التي تخوض وطبيعة التحديات وهي تقول للجميع إنه رغم كل التحديات، فنحن ماضون في طريقنا ومتمسكون بما عملنا عليه مع إسماعيل هنية”.