بالرغم من أنني أحد الأعضاء المفصولين اليوم من حزب الوفد، إلا أنني لا أريد أن أخصص مقالي هذا للحديث عن قرار فصلي أو للدفاع عن نفسي في هذا المقام.
كما أنني لن أستعرض حادثة الاعتداء التي تعرضت لها أو الشتائم التي نُسبت إلي كل أعضاء حزب الوفد من شخص غير مسئول.
لكنني، ومن منطلق حبي لهذا الحزب العريق، أستحلفكم أيها الوفديون المخلصون، أن تحافظوا على حزب حماة المصريين الأصلاء، الذي يبقى تاريخه المجيد علامة مضيئة في مسيرة الوطن.
إن الوطنيين في بلادي يعرفون تمامًا قيمة حزب الوفد الذي تأسس على يد نبلاء حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن مصر، وعملوا بجدٍ وإخلاص لرفعته.
وإن هؤلاء الشجعان قدموا تضحيات عظيمة من أجل الوطن، ولم يترددوا في خوض المعارك السياسية والاجتماعية، بغض النظر عن الثمن الذي قد يدفعونه.
حيث كان تأسيس حزب الوفد بمثابة إعلان عن الإرادة الشعبية. فقد جمع بين جميع طوائف الشعب المصري، وضخ في نفوس المواطنين روح الوطنية والتلاحم.
لقد كان الوفد دائمًا رمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة، ومدافعًا عن حقوق المصريين في كل منعطف من مراحل تاريخ الوطن.
فإن حزب الوفد لم يكن مجرد حزب سياسي، بل كان وما زال شعلة تُضيء دروب الوطنيين، محفزًا على العمل الجاد والمستمر من أجل تحقيق التنمية والازدهار.
ولذلك، علينا جميعًا أن نكون حراسًا لهذا الإرث الغني، وأن نعمل من أجل تعزيز دوره في الحياة السياسية المصرية.
اليوم، ومع كل ما يحدث، نحن بحاجة إلى أن نتذكر أن الوفد هو جزء لا يتجزأ من ذاكرة وطننا السياسية.
ويجب أن نقف جميعًا ضد محاولات الإقصاء والتهميش، وأن نتحد من أجل الحفاظ على روح الوفد، التي تلخص قيم الوطنية والإخلاص.
وأقول بكل فخر واعتزاز، إن الوفد هو أحد أعمدة الدولة المصرية، ويجب علينا جميعًا أن نعمل معًا للحفاظ عليه وتعزيز مكانته في قلوب المصريين، لتنعم بلادنا باستمرار المبادئ التي أسس عليها؛ مبادئ الحق والعدل والتسامح.
إن مستقبل حزب الوفد يعتمد علينا، وعلى إيماننا بقدراته وأهميته في الحياة السياسية.
حيث إن حزب الوفد، أحد أبرز قلاع الدولة المصرية، يتطلب من الجميع الحفاظ عليه باعتباره رمزًا ليبراليًا للتنوير والوطنية.
ومع ذلك، فقد ظهرت قلة مندسة دنست اسم وتاريخ الوفد من أصحاب السبوبة والهباشين، مما يشكل تهديدًا لوحدته واستمرارية وجوده كأحد أعمدة السياسة المصرية.
وهؤلاء الأفراد لا يستحقون أن يقفوا في صفوف أحفاد عظماء الأمة المصرية الذين أسسوا هذا الحزب العريق.
فمن المهم أن نفهم أن حزب الوفد ليس مجرد كيان سياسي هامشي أو على الهامش؛ بل هو في قلب كل المصريين وفي صميم الدولة المصرية نفسها.
وهذه الدولة ليست في وضع يسمح لها بالتخلي عن حزب الوفد، الذي قدم الكثير للوطن على مر العقود. الوفد هو روح الشعب المصري، ويستحق منا جميعًا أفضل مما يحدث حاليًا.
وإن التحديات التي يواجهها الوفد ليست بسيطة، ولكن من واجبنا كأعضاء ومؤيدين لهذا الحزب التاريخي أن نقف معًا لنرد على الألسن التي تتحدث بحزم ضدنا.
فكما نادى الشعب يومًا: “يحيا الوفد ولو فيها رفد”، يجب أن نبقى مخلصين لهذا الوطن ولمبادئنا، وأن نستجيب لهذا النداء.
ويجب أن نكون حذرين من التقوقع في مقرات الحزب، وأن نتحاشى الانسحاب إلى صفوفنا الخاصة فنضيع في خلافات لا جدوى منها.
يجب أن نتعاون لتعزيز وحدة الوفد والتمسك بقيمه النبيلة، مما سيعزز حضوره وتأثيره على الساحة السياسية.
وإن الوحدة هي المفتاح لنجاح الوفد، ويجب أن نتذكر دائماً أن اختلاف الآراء ليس عيبًا، بل هو سبيل للوصول إلى تنوع فكري يدعم قوة الحزب.
لذا، فلنعمل جميعًا نحو رؤية واحدة، نحو مستقبل مشرق يحقق تطلعات الشعب المصري.
ختامًا، أقول: لن نستسلم أبدا. واجبنا هو المحافظة على إرث حزب الوفد وتعزيز قدرته على تقديم أفضل ما لديه إلى الوطن.
بانتهاج الفخر بالتراث والمبادئ التي أسس عليها الوفد، سنستطيع تخطي كل التحديات ونكون دائمًا عند حسن ظن الشعب المصري. ليبقى الوفد دائمًا قلعة للمواطنة والتنوير.