تصعيد الحملات الموجهة ضد قياديي حماس بعد استشهاد هنية
حملات تشويه مشعل ومكانته بعد استشهاد هنية.. دلالات وتوقيت.
تزايدت التصريحات على منصات التواصل الاجتماعي اتجاه القائد خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج، في أعقاب استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران. وفي هذا السياق، تتوالى المخططات الرامية لتشويه سمعة مشعل، مما يعكس محاولة تجاهل حجم التحديات التي تواجهها الحركة.
تُظهر التحليلات أن الحملات التي تستهدف مشعل وقيادات حماس ليست بجديدة، بل تتجدد بشكل دوري كوسيلة للضغط على الحركة. حيث ذكر المحلل السياسي حازم عياد أن “الجيش الإلكتروني” لم يتوقف عن الهجوم على المقاومة الفلسطينية، مشددًا على ضرورة التصدي لمثل هذه الانحرافات التي تسعى لتشتيت الجهود ودق الأسافين في جسد المقاومة.
برز اسم رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، عقب جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، على منصات التواصل الاجتماعي.
ومنذ استشهاد هنية، بدأت حملات عربية تُقاد على منصة “إكس”، لتشويه صورة مشعل، قبل أي حديث من الحركة عن تسلمه منصب هنية، من أجل “حرف بوصلة الحركة وتشتيتها”، بحسب خبراء ومحللين.
ويرى المحلل السياسي حازم عياد، أن “الحملة التي تقاد ضد الحركة وقيادتها في الداخل والخارج ليست جديدة، وتظهر كل فترة من أجل التشويش على الحركة”.
*جيش إلكتروني لمهاجمة المقاومة
وقال عياد لـ”قدس برس”، إن هذا “الجيش الإلكتروني لم يتوقف منذ بداية الحرب عن مهاجمة المقاومة الفلسطينية والتشكيك بأهدافها، ومحاولة تثبيط وتشتيت المقاومة”.
وأضاف أن تلك الحملات “حاولت وضع المقاومة في موضع الاتهام بأنها المسؤولة عن كل ما يحدث في غزة من جرائم يرتكبها الاحتلال، وذهبت إلى أبعد من ذلك أيضا، لتبرئة الاحتلال من الجرائم المرتكبة في القطاع”.
واعتبر عياد، أن “الحرب على غزة كادت أن تنهي الانقسام الطائفي في المنطقة بين دول الإقليم وإيران وتركيا، إلا أن البعض يرى في ذلك تهديدا له، وهو معني في تأجيج الانقسام”.
وأوضح أن هذه الحملات “هاجمت في وقت سابق الشهيد هنية وقائد (حماس) في غزة يحيى السنوار، واتهموا هنية بالإقامة في الفنادق، إلا أنه ارتقى شهيدا كما يرتقي الجندي في أرض المعركة”.
*محاولة لإرباك المشهد الداخلي في حماس
وأشار عياد، إلى أن هذه الحملات تهدف إلى “التأثير على محاولة صنع القرار داخل المقاومة الفلسطينية، والطعن في قادتها، وقدرة المقاومة على استعادة التوازن، وزرع الفتنة في الشارع الفلسطيني من أجل إرباك المشهد الداخلي في حماس”.
وبحسب عياد، فإن “خالد مشعل يستطيع التعامل مع المرحلة لأنه يمثل استراتيجية الحركة ولا يمثل نفسه”.
*ذباب إلكتروني
ويرى الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، من جانبه، أن “الهجوم الذي يشنه (الذباب الإلكتروني) على الشهيد إسماعيل هنية مرة، وعلى خالد مشعل مرة آخرى، ليس إلا محاولة يائسة لتشويه الصورة الناصعة للمقاومة وللرجال الأوفياء الذين يدافعون عن حقوق الأمة وكرامتها”.
وقال أبو سلمية في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، إن “هذه الأصوات المتصهينة مكشوفة ومفضوحة”، داعيا إلى “عدم الانشغال بها”.
وأوضح أن تصريحات مشعل الأخيرة التي أشار فيها إلى “خذلان بعض الدول العربية لغزة وفلسطين، لم تكن إلا تجسيدا لحقيقة مرة يعايشها كل من يحمل قلبا نابضا بحب هذه الأرض الطاهرة”.
واستدرك: “الجميع منا يعيش هذا الخذلان وهذا التواطؤ من دول كنا نظن أنها كبيرة”.
وأشر أبو سلمية، إلى أن “تزامن هذا الهجوم مع استشهاد هنية يعكس مدى التخبط والتشتت الذي يعيشه هؤلاء المتخاذلون”.
*فلسطين في قلب كل عربي
واعتبر أن “تركيز الهجوم من (الذباب الإلكتروني) على مشعل، يعكس مدى القلق الذي يساورهم من صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. لكن، لن يستطيعوا تغيير الحقيقة المتثملة في أن فلسطين ستظل في قلب كل عربي ومسلم”.
ونعت “حماس”، الأربعاء الماضي، رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إثر غارة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان.
وجرت الجمعة، مراسم تشييع شعبية ورسمية كبيرة للشهيد هنية في الدوحة، التي وصل جثمانه لها قادما من طهران بعد تشييع هناك شارك فيه مئات الألوف من الإيرانيين، وتمت صلاة الجنازة في مسجد “محمد بن عبدالوهاب”، ثم نقلت إلى مقبرة “لوسيل” شمال الدوحة، حيث مثواه الأخير.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و623شهيدا، وإصابة 91 ألفا و469 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.