صحيفة “بوليتيكو”: خلافات داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي حول دعم أوكرانيا
كشفت صحيفة “بوليتيكو” عن وجود خلافات عميقة داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي بشأن دعم أوكرانيا، وهي خلافات قد تفوق ما هو مُعلن عنه للعامة.
وفي الوقت الذي يعبر فيه الأوكرانيون ومعظم الديمقراطيين عن شكرهم للرئيس جو بايدن على الدعم العسكري والاقتصادي المقدم لبلادهم، يشير مسؤولون أوكرانيون إلى أن هذا الدعم لا يلبّي توقعاتهم من حيث السخاء والفعالية.
تشير التقارير إلى وجود توترات بين إدارة بايدن والمعسكر المؤيد لأوكرانيا في واشنطن.
ففي أبريل الماضي، أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية أهمية تمديد موعد النظر في مساعدات الكونغرس، مشيرًا إلى أن كل يوم يعد حاسمًا لأوكرانيا في ظل الحرب المستمرة ضد روسيا.
وهذا يُظهر مدى الإلحاح والحاجة لإجراءات سريعة من قبل الكونغرس لدعم جهود الدفاع الأوكرانية.
وبينما يُعبر الرئيس بايدن عن التزامه بالاستمرار في تقديم الدعم لأوكرانيا، فإن إدارة بايدن تواجه ضغوطًا متزايدة من بعض الأصوات داخل الحزب الديمقراطي التي تُطالب بإعادة تقييم هذا الدعم، وخاصة مع تزايد القلق حول تداعيات الاستثمار العسكري والاقتصادي في ضوء الأولويات المحلية.
ويتزايد الحديث في بعض الأوساط عن ضرورة تخصيص الموارد الداخلية لمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، ذكرت التقارير أن إدارة بايدن قد ترفع القيود عن صادرات الغاز المسال كجزء من صفقة محتملة مع الكونغرس تتعلق بالمساعدات لأوكرانيا.
وهذه الخطوة تأتي وسط جدل متزايد بين الجمهوريين والديمقراطيين حول مشاريع القوانين المتعلقة بالمساعدات.
وهناك بعض المخاوف من أن غياب توافق بين الحزبين حول هذا الموضوع قد يؤدي إلى عرقلة المساعدات الحيوية عن أوكرانيا في وقت تحتاج فيه بشدة إلى الدعم.
من جهة أخرى، أبدى سكرتير حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، قلقه من تأثير غياب الدعم الأمريكي على الوضع في أوكرانيا.
حيث أكد أن الدعم العسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة كان له أثر كبير على قدرة أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، وأن أي نقص في هذا الدعم من شأنه أن ينعكس سلبًا على جهود الدفاع.
بينما تستمر الأوضاع في أوكرانيا بالتحسن أو التدهور، تظل الآراء حول الحاجة إلى الدعم الأمريكي، سواء من جهة الديمقراطيين أو الجمهوريين، متباينة.
ومع اقتراب استحقاقات الانتخابات القادمة، تزداد أهمية هذه القضية ليس فقط للأمن الأوروبي، ولكن أيضًا لسياسات الولايات المتحدة الداخلية.
ختامًا، إن الخلافات داخل الحزب الديمقراطي بشأن دعم أوكرانيا تُظهر التعقيدات المحيطة بالسياسات العسكرية والاستراتيجية في الوقت الحالي.
مع استمرار الحرب وارتفاع الأصوات المطالبة بإعادة النظر في الأولويات، فإن التواصل الفعال بين جميع الأطراف المعنية سيكون أمرًا حاسمًا لضمان استمرارية الدعم اللازم لأوكرانيا