خطيب المسجد الأقصى بعد الإفراج عنه: سلطات الاحتلال ترفض استخدام كلمة “شهيد”
في تطور مثير للجدل، أعرب الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، عن استياءه من قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي برفض استخدام كلمة “شهيد” عند الإشارة إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وذلك عقب الإفراج عنه من الاعتقال.
الشيخ صبري، الذي يُعتبر أحد الأئمة البارزين في الأقصى، تم اعتقاله لفترة قصيرة بسبب تصريحاته التي اعتبرت “تحريضية” من قبل السلطات الإسرائيلية. ومع الإفراج عنه، أعرب الشيخ عن استنكاره لهذا الرفض، مؤكدًا أن كلمة “شهيد” تحمل دلالات عميقة عن التضحية والفداء، وهي كلمة مرتبطة بما يُقدمه الشعب الفلسطيني في سبيل حقوقه وأراضيه.
وفي حديثه مع الصحفيين، قال الشيخ صبري: “أي شخص يضحي من أجل وطنه وقضيته يجب أن يُطلق عليه لقب شهيد، سواء كان شخصًا عاديًا أو قائدًا سياسيًا”. وأكد على أهمية الاعتراف بجهود وتضحيات جميع الفلسطينيين الذين سقطوا في مواجهاتهم مع الاحتلال الإسرائيلي.
الشيخ صبري أضاف بأن سلطات الاحتلال دائماً ما تسعى إلى تهميش الأصوات الفلسطينية، ورفضت في السابق العديد من الألقاب والعبارات التي تعكس النضال الفلسطيني. وأشار إلى أن هذا الأمر يعتبر جزءًا من الحرب النفسية التي يشهدها الشعب الفلسطيني، والتي تهدف إلى تقليل تأثير الرموز الوطنية.
هذه التصريحات تأتي في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من تصاعد التوترات في الأراضي المحتلة، خصوصًا في ظل الأوضاع المتوترة في القدس والمواجهات المتكررة مع قوات الاحتلال. يُعتبر إسماعيل هنية رمزًا من رموز المقاومة الفلسطينية، ويجسد القضايا الوطنية التي يسعى الفلسطينيون لتحقيقها.
كما ذكر الشيخ صبري أن هناك محاولات مستمرة من قبل الاحتلال لإحداث انقسامات بين الفلسطينيين، سواء من خلال استخدام اللغة أو وسائل الإعلام، مضيفًا أن المقاومة ستستمر رغم كل الضغوط والممارسات القمعية.
وبعد عودته إلى منزله، أكد الشيخ صبري أنه لا يزال عازمًا على أداء واجبه في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، وخصوصًا المسجد الأقصى الذي يُعتبر مهدًا للفلسطينيين والعرب. ودعا العرب والمسلمين إلى ضرورة دعم القضية الفلسطينية وعدم تركها بمفردها في ظل الظروف الحالكة التي تمر بها.
في سياق متصل، يتزايد القلق بشأن مستقبل الأوضاع في غزة والضفة الغربية، حيث يتوقع المراقبون أن يشهد الوضع تصعيدًا في الأيام القادمة. وقد تواصلت الدعوات من مختلف الأطراف الفلسطينية لتوحيد الجهود والنضال من أجل الحق الفلسطيني، في ظل ما يُعانيه الشعب من تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
باختصار، تظل قضية التضحيات والمعاناة الفلسطينية مسألة ملحة تعكسها تصريحات الشيخ عكرمة صبري، في وقت يسعى الاحتلال فيه إلى تغيير الصورة السلبية التي يرسمها الشعب الفلسطيني. وسط هذه التحديات، يظل الأمل قائماً بأن صوت الحق الفلسطيني سيبقى مسموعًا، مهما كانت التحديات