انسحاب مئات الشركات من مبادرة SBTi بعد فشلها في تحديد أهداف مناخية طموحة
أعلنت مئات الشركات انسحابها من مبادرة الأهداف القائمة على العلم (SBTi) بعد فشلها في الوفاء بوعدها بتحديد أهداف مناخية طموحة.
ومن بين هذه الشركات، أعلنت أكبر شركة طيران في نيوزيلندا أنها ستتخلى عن هدفها لخفض الانبعاثات بنحو الثلث بين عامي 2019 و2030.
في بيان، قال الرئيس التنفيذي لشركة طيران نيوزيلندا، جريج فورن، إن التأخير في تسليم الطائرات الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود والعوامل الخارجة عن سيطرتهم دفعتهم إلى إلغاء الهدف والانسحاب من مبادرة SBTi.
تعد هذه الخطوة مثيرة للشكوك حول قدرة شركات الطيران على تحقيق أهدافها المناخية المماثلة لعام 2030 أو 2035، وتطرح أسئلة حول دور تعويضات الكربون في إزالة الكربون من قطاع الطيران، الذي يمثل حوالي 2-3% من الانبعاثات العالمية.
صرح مستشار الاستدامة كريس هوكنيل أن قواعد SBTi قاسية للغاية، متهماً الهيئة بالتعصب البيئي والافتقار إلى الواقعية.
وفي المقابل، أكد توماس داي من معهد المناخ الجديد أن إضعاف قواعد SBTi لتلبية متطلبات الشركات غير المتوافقة مع هدف اتفاقية باريس سيهزم الغرض من المبادرة.
تخطط شركة الطيران الهولندية KLM لتحقيق هدف مشابه باستخدام طائرات أكثر كفاءة وقود أنظف، مؤكدة أن تسليمات الطائرات الجديدة تسير في الموعد المحدد تقريباً.
يظل الوقود الحيوي غير كافٍ لتلبية الطلب الحالي، ويظل سعره أعلى بأربع مرات من وقود الطائرات العادي.
في حين أن الوقود القائم على الهيدروجين والأمونيا لا يزال في مراحل التطوير الأولى، مما يتطلب تغييرات كبيرة في البنية التحتية للمطارات وتصميم الطائرات.
بالرغم من صعوبة تحقيق أهداف الانبعاثات، فإن شركات الطيران لم تعلن عن خفض رحلاتها لأسباب مناخية، مما يضع المزيد من الضغوط على المستهلكين والحكومات لاتخاذ إجراءات.
تعويضات كبيرة
تعتبر تعويضات الكربون إحدى الطرق التي يمكن لشركات الطيران من خلالها تلبية أهدافها المناخية.
ومع ذلك، أظهرت مراجعة مبادرة SBTi أن أنواعًا مختلفة من أرصدة الكربون غير فعالة، مما يزيد من تعقيدات تحقيق أهداف المناخ.
انسحاب الشركات من مبادرة SBTi يثير تساؤلات حول كيفية تحقيق تحول فعلي في القطاع، وهل يجب السماح بمرونة أكبر لدفع المزيد من الشركات نحو تحقيق الأهداف المناخية.
بهذا الخصوص، تتباين الآراء حول الاستراتيجيات المثلى لتحقيق أهداف المناخ في القطاع الطيران، وما إذا كان من الأفضل التركيز على عدد قليل من الشركات الطموحة أو تبني حركة أوسع نطاقاً لمواجهة تغير المناخ.