فايننشال تايمز: الجيش الإسرائيلي قد يواجه تحديات في حماية المواقع في حالة اندلاع حرب شاملة
أكدت صحيفة “فايننشال تايمز” في تقريرها الأخير أن الجيش الإسرائيلي، في حالة اندلاع حرب شاملة، لن يكون قادرًا إلا على حماية بعض المواقع المحددة. يعكس هذا التحليل المخاطر المتزايدة في ظل الوضع العسكري المعقد الذي تشهده المنطقة، وبشكل خاص قطاع غزة.
تستمر قوات الاحتلال في شن مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف أنحاء قطاع غزة، محققة بذلك تدميرًا واسع النطاق وارتكاب جرائم ضد المدنيين. وتفيد التقارير عن مجازر دامية ارتكبتها تلك القوات في حق المواطنين، بينما يعاني المدنيون من ارتباك وضغوط متزايدة في ظل الأوضاع المتدهورة.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن ما يزيد عن 90% من سكان غزة قد نزحوا من منازلهم بسبب التصعيد العسكري والحصار المفروض على القطاع، الأمر الذي أدى إلى ظهور وضع إنساني كارثي. عجزت عائلات بأكملها عن العثور على مأوى آمن، وتعرضت لمصاعب حياتية متزايدة في ظل الظروف الحالية.
لقد ضربت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة، في إطار سياسة التدمير الشامل التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها المستمر على غزة. وفي ظل هذه العمليات، نجد أن الآلاف من الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم حتى الآن من تحت الأنقاض، نتيجة قصف الطائرات المستمر وخطورة الأوضاع الميدانية في المنطقة.
يشير نشطاء حقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا، خاصةً مع الحصار الخانق على غزة الذي يمنع دخول الوقود والمساعدات الأساسية. وتعاني المستشفيات من نقص حاد في الموارد والأدوية، بينما تعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى المنطقة الأكثر تضررًا بسبب استمرار القصف والتنقل الخطير.
من اللافت أن العالم الخارجي، رغم النداءات الإنسانية المستمرة، لم يتخذ إجراءات ملموسة للتخفيف من الأوضاع المأساوية. وتستمر دعوات المنظمات الإنسانية والحقوقية لوقف العدوان وتحقيق العدالة للمدنيين الفلسطينيين. لقد أصبحت هذه الأوضاع محل نقاشات دولية تتجاوز العواقب العسكرية، حيث يجادل الكثيرون بأن التصعيد الحالي قد يزعزع استقرار المنطقة بأكملها.
وبينما تتجه الأنظار نحو المستقبل، يبقى الأمل معقودًا على حلول سياسية تنهي دوامة العنف وتساهم في إعادة بناء غزة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في تقديم المساعدة الفورية للمدنيين المتأثرين.
ختامًا، فإن الوضع في غزة يمثّل تحديًا كبيرًا للجميع. ويتطلب الأمر تعاونًا دوليًا حقيقيًا لوضع حد لهذه الدوامة الدموية، وتحقيق السلام الذي يطمح إليه الشعب الفلسطيني. في نهاية المطاف، تبقى حياة المدنيين العابرين للأزمات في قلب الصراع، وهم يواجهون مصيرهم وسط ظروف لا إنسانية.