اغتيال إسماعيل هنية فيه إحراج كبير لإيران، فمن الواضح أن هناك اختراق واضح جدا وخطير للنظام الإيراني وقد يراه البعض تواطؤ إيراني- وضعف كبير في الدفاع الجوي، وهذا معناه أن تل أبيب تستطيع بسهولة ويسر اغتيال خامنئي والقادة الإيرانيين إن رأت في ذلك مصلحة لها.
ردة الفعل الإيراني والأحداث التالية ستبين إذا كانت إيران قادرة أو جادة في رد هذا الصفعة الإسرائيلية أو هي جزء من صفقة تسوية إقليمية إيران جزء منها.
الاحتلال باستهدافه شخص سياسي مثل هنية يحاول أن يسجل إنجازا يرفع معنويات جيشه المنهارة مع الفشل الكبير والعجز المذل عسكريا، كما يحاول توحيد جبهته الداخلية الممزقة وهو ما أتصور أنه سيفشل به.
على المدى القصير حماس ستعاني معنويا من خسارة شخصية مثل هنية ولكن في المنظور البعيد سيرفع استشهاد الرجل من أسهم الحركة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، وسيعطي الجماهير الدليل والبرهان على أن هذه القيادة هي في مقدمة الصفوف تضحية وإقداما مع التذكير بأن الرجل قدم ثلاثة من أولاده وأحفاده شهداء.
سيعطي استشهاد هنية زخما كبيرا للمقاومة وسيدفع بكثير من الفلسطينيين وربما غيرهم للتجند في صفوف المقاومة.
أصبح هنية رمزا فلسطينيا وإسلاميا وسيعود الناس لمشاهدة مواقفه وكلماته خصوصا حين تلقيه خبر استشهاد أبنائه الثلاثة، وربما تجد المقاومة نفسها مدفوعة لدفع الجرائم الصهيونية بتطوير أسلحة فتاكة موازن للرعب امام الإبادة الإسرائيلية وربما تطلق عليها “هنية” لتذكر الناس بتجاوزات الصهاينة وجرائمهم.
اغتيال هنية يبرهن على أن الصهاينة غير جادين في البحث عن حلول سياسية من جانب، ومن جانب آخر قد يكون بوابة وقف إطلاق النار بعد أن يقدم نتنياهو الفاشل إلى الإسرائيليين إنجازا “كبيرا” بعد الإخفاقات العسكرية محليا، والسياسية والأخلاقية عالميا ودوليا.