مقالات ورأى

الدكتور أيمن نور يكتب : عصام سلطان ..كفي

في ذكرى مرور أحد عشر عامًا على اعتقال زميل العمر، المحامي والسياسي والنائب والفاعل البارز الأستاذ عصام سلطان ، أجد نفسي مضطرًا للبوح بألم الحزن الذي يعتصر قلبي تجاه هذا الظلم المستمر.

كيف لنا أن ننسى إنسانًا يتسم بالإنسانية ،بالحب، بالعقل ،والاعتدال في كل خطوة خطاها؟

في ظل فقر الدم في الحياه السياسية المصرية لا بد أن نتوقف امام عددٍ محدود من الاسماء المؤهلة بالفطرة لهذا الدور وسيكون من أبرزها في الجانب (الاسلامى المعتدل) عصام سلطان والمهندس أبو العلا ماضي والدكتور محمد محسوب

منذ عام 1982، عندما جمعنا القدر في ساحة العمل الطلابي، كنا نحلم بمستقبل أفضل لمصر.

كان عصام رئيسًا لاتحاد الطلاب بجامعة القاهرة، بينما كنت أنا رئيسًا لاتحاد الطلاب بجامعة المنصورة. كنا ندرس القانون معًا، ونتشارك الآمال والتطلعات.

ربما اختلفنا أحيانًا، لكن ما جمعنا كان أقوى من أي خلاف.

عصام سلطان هو أحد الرموز القادرة علي مد الجسور وأعادة ترميم بنية الجماعة الوطنية المصرية ،فهو يمد يده دائمًا للحوار والتفاهم.

عصام سلطان، ابن دمياط، الذي تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ورأيت فيه -دائما-منذ البداية زميلًا وأخًا يناضل من أجل حقوق الإنسان والحريات في مصر. كسياسي معتدل، ونائب رئيس حزب الوسط، المهندس والسياسي البارع ابو العلا ماضي فلم يكن عصام،يومًا رمزًا للعنف أو الإرهاب. او داعيا لهما، بل كان دائمًا ينادي بالحلول الوسطية التي تبني ،ولا تهدم، توحد ولا تفرق.

استمرار اعتقال عصام سلطان هو طعنة في قلب العمل السياسي الوطني في مصر.

لا يمكن لعقل او عاقل أن يقبل بأن يُزج بشخص مثله في السجن تحت دعاوى العنف والإرهاب.

الإفراج عن عصام هو بادرة أمل لتصفية الأوضاع غير الطبيعية في الحياة السياسية المصرية.

أطالب اليوم بإطلاق سراحه، ليعود إلى أسرته التي تفتقده، وإلى الساحة السياسية التي تحتاجه.

منذ ست سنوات، يعيش عصام في زنزانة انفرادية، محرومًا من زيارة أسرته ومحاميه، يتألم بصمت دون أن يسمعه أحد.

إن هذه المعاملة لا تختلف عن القتل البطيء لإنسان نقي، سياسي معتدل، ومحامٍ بارع. لقد آن الأوان لإنهاء هذا الظلم الذي يخجل الإنسانية.

عصام سلطان هو إنسان رائع، ووجوده بيننا هو رمز للأمل والاعتدال. فلا يمكن لهذا النور أن ينطفئ في ظلمة السجون.

أوجه ندائي إلى السلطات المصرية: أطلقوا سراح عصام سلطان فورًا. ليعود إلى الحياة التي يستحقها، ليكون شعلة أمل تضيء الطريق نحو العدالة والمصالحة الوطنية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى