رحم الله الرئيس “أنور السادات” الذي أضطر إلى التراجع بعد ٤٨ ساعة فقط من إعلانه زيادة الأسعار في العديد من المواد الأساسية بعد إضطرابات عنيفة شهدها الشارع المصري إحتجاجا على ذلك ، وكان ذلك عام ١٩٧٧.
وحالياً ونحن في عام ٢٠٢٤ الأسعار “مولعة” في العديد من السلع ، والخدمات الأساسية في زيادة مستمرة آخرها البنزين الذي قفز سعره أكثر من مرة في سنة واحدة .
والدور قادم على الكهرباء التي أغضبت الناس بكثرة إنقطاعها.
وهذه الزيادات تأت برغم كل الوعود عن تحسن منتظر خاصة بعد المساعدات الإقتصادية الضخمة لمصر في الفترة الأخيرة من الدول الأوروبية وصندوق النقد الدولي ودول الخليج !!.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا ثار الشعب على “السادات” رحمه الله الذي وعد بالرخاء بعد الإنفتاح الإقتصادي.
ثم فاجئهم بزيادة الأسعار.
ولم يحتجوا على الوضع الحالي الذي جعل حياة ملايين المصريين أكثر صعوبة والناس طبعاً متضايقة جداً جداً ؟؟
بحثت في هذا الموضوع وقرأت آراء متنوعة أعرضها لحضرتك:
١_ مرحلة وهتعدي بإذن الله
ولابد من تحملها من أجل مصر مع ضرورة مراجعة الأسباب التي أدت إلى ذلك خاصة في ترتيب الأولويات !! والعلاقة مع صندوق النقد الدولي.
٢_ العالم العربي شديد الإضطراب ، ونحمد ربنا قوي أن مصر مستقرة برغم الفشل الإقتصادي الذريع ..
أنظر إلى كارثة “غزة” وما يجري في السودان وليبيا وسوريا لنقول : لا للفوضى في مصر حتى ولو كان الشعب ساخط وزعلان.
٣_ شعب مصر قام بثورتين ..
وكل ثورة أدت إلى كوارث .. واحدة نتج عنها فوضى كادت تصل إلى حرب أهلية ، والثانية أدت إلى كل ما نشكو منه حالياً !! عجائب!!
كفاية ثورات.
٤_ ويلحق بهذا الرأي قول آخر يقول:
أي ثورة قادمة أو إحتجاج واسع النطاق سيكون أسوأ مليون مرة مما جرى في يناير عام ٢٠١١او ما حدث في ٣٠ يونيو سنة ٢٠١٣ ستكون ثورة الجياع والفقر وربنا يحفظ مصر منها.
٥_ والانتفاضة الشعبية الناجحة لابد أن يكون لها قيادة حكيمة وقوى سياسية تدعمها وهذا غير متوفر بالمرة حالياً
فالحركة المدنية والقوى الوطنية في أضعف حالاتها .. والأحزاب القائمة “ديكور” ومالهاش لازمة ! ولم يستطع أي منها أن يكسب ثقة الناس العاديين.
٦_ وأي واحد يحتج ولو بطريقة سلمية يذهب وراء الشمس فالقبضة البوليسية شديدة
وفي السجون حالياً الآلاف من سجناء الرأي وعشرات بل مئات من المدنيين أعربوا عن سخطهم على الأوضاع القائمة فاختفوا !!
والمنظمات الدولية تضع مصر للأسف في القائمة السوداء الخاصة بحرية الرأي والتعبير ، ونجد بلادنا في ذيل دول العالم الخاصة بحرية الصحافة.
٧_ كل واحد مشغول بحاله
فلا يفكر أحد في الاحتجاج .. الفقراء يلهثون وراء لقمة العيش في ظروف صعبة جداً جداً، والأثرياء مشغولين بالبزنس والترف والحفلات وشراء الفيلات والقصور بملايين الجنيهات .. وانظر إلى ما يجري في الساحل الشمالي حالياً لتتأكد من ذلك !!
وفي انتفاضة الخبز عام ١٩٧٧ كانت المظاهرات تهتف “يا سكان القصور الناس عايشة في القبور” !!
واحترسوا قوي قوي أن يتكرر هذا الهتاف من جديد في الشارع المصري.
٨_ وأختم برأي غريب قرأته خلاصته
.. ماتخفش على مصر ..
إنها رمانة الميزان في المنطقة كلها ، والدول الكبرى لن تسمح بأن تغرق في الفوضى نتيجة سوء أوضاعها الاقتصادية !
وفي نفس الوقت لن تمكنها من النهوض نهضة حقيقية لتكون منارة للمنطقة كلها !!
لأن الحالتين يشكلون خطراً على مصالح من يتحكمون في مصير العالم !!
وكفاية عليها أنها تبقى على سطح الأرض وعايشة كدة على قدها !!
وهذا كلام أرفضه لأن من يحدد مستقبل مصر هم أبناءها بالدرجة الأولى ومدى قدرتهم في التغلب على مشاكلها.
وليس ما تريده الدول الكبرى.