المتابع لوضع المنطقة -بكل تفاصيله- يكتشف بكل سهولة بأن المنطقة مقبلة على تحولات تاريخية جيوسياسية وطائفية لا يضمن بها أحد استمرار الوضع بها على ما هو عليه وفق قاعدة استمرار الحال من المحال.
المفترض بنا ككويت حكومة وشعب مر بتجربة قاسية قبل أربعة وثلاثين عاماً أن نكون من أكثر شعوب المنطقة وبالتحديد شعوب الخليج أكثر استعداداً للتغيرات التي تحدث في المنطقة،
ولكن ما أراه للأمانة عكس ذلك تماماً وواضح بأن حكوماتنا -مع الأسف- لم تستفد من تجربة عام 1990 فلو كانت استفادت من تلك التجربة لا تعيد ذات السيناريوهات التي كانت نتائجها كارثية -على كل المستويات- ومنها -على سبيل المثال- وليس الحصر البعد عن أهم ركيزة استند عليها العالم في حرب تحرير الكويت ألا وهي الحرية والديمقراطية،
و بطبيعة الحال سيخرج لي البعض بقولهم ما حصل ليس حرية ولا ديمقراطية وإنما فوضى ضربت أطنابها في مفاصل المجتمع وها أنت رأيت بأم عينك كيف كان نواب الأمة يعملون لمصالح قبائلهم وجماعاتهم؟
طبعاً هذا ما يتم ترديده بشكل موغل بالسطحية وبعيد كل البعد عن السبب الأساسي والرئيس الذي لا يريدون الاعتراف به لاهم ولا من بيدهم الأمر إلا وهو عدم تنظيم العمل السياسي وفق أطر قانونية تنموية لاطائفية ولا دينية ولا قبلية.
هذه هي المعضلة التي يجب علينا جميعاً إدراكها ومن ثم نستطيع أن ننتقل لعالم يمكننا به الدفاع عن بلدنا في ظل وجود اضطراب إقليمي الذي هو قادم لا محالة
ولن ينقذنا منه غير تمسكنا في حُريتنا وديمقراطيتنا غير ذلك سلامتكم انتظروا الأسوأ طالما أننا تخلينا عن قيمنا في الحُرية والديمقراطية.
سويسرا بسم الله ما شاء الله عليهم ثلاث طوائف وأقليات ألمانية وإيطالية وفرنسية وكل كنتون له خصوصيته رسمياً ومع ذلك بفضل حكمة المسؤولين بها نجت من حربين عالميتين رغم صغر حجمها وقلة عدد سكانها ومع تقسيمها كانتونات .
فهل يرتقي مسؤولونا لرؤية حكماء سويسرا لإنقاذ الوطن من العواصف التي تعصف في الأرجاء؟
هذا ما آمله ولا خيار أخر أمامنا غير تقوية جبهتنا الداخلية وحمايتها من التفكك والانكسار عبر احترام حُرية الأمة وديمقراطيتها.