مقالات ورأى

هلال عبدالحميد يكتب: ماذا يحدث لأرواح المصريين في الخارج؟ كابوس البصرة وصمت الخارجية المصرية

ما إن نشرت شرطة البصرة  العراقية الفيديو الخاص بمقتل 4 مصريين علي يد من وصفته بالسفاح المصري- ومركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط  يعيش حالة من القلق العارم،فكل أسرة لديها ابن في العراق تعيش المأساة.

هناك 4 أسر لديها أبناء بالبصرة انقطعت الاتصالات بهم من يوم 18 مايو 2024 , كانت وسائل التواصل الاجتماعي توفر لذويهم اتصالات يومية رخيصة ,لا تكلفهم الا مصاريف باقة النت.

اختفى :

١-علي محمد حسين مشرف ويحمل جواز سفر مصري رقم

A25498790

٢-أحمد منصور أحمد عبدالجليل   ويحمل جواز مصري رقم

A32147034

٣-عامر عبدالعال أحمد علي.     ويحمل جواز مصري رقم

 A34101528

٤-عبده مهران على محمد       ويحمل جواز مصري رقم

A117493397

ولكنهم لم يحصلوا على أية معلومات  الأربعة  جمبعا’ تواصل الأشقاء مع موظفين بقنصليتنا بالبصرة ، ولكن لم يحصلوا على أية معلومات , فمعظم المصريين لا يسجلون انفسهم بالسفارات والقلنصليات المصرية وكلنا يعرف لماذا !

وبعد شهر من الاختفاء الجماعي لأربعة من المواطنين بالبصرة  , ومحاولات الوصول لمعلومة تبل ريق ذويهم ظهر فيديو للشرطة العراقية يظهر فيه شخص مظلل الوجه قالت عنه الشرطة العراقية أنه مصري قتل ونكل بجثث 4 من مواطنيه المصريين , واظهر فيديو شرطة البصرة بعض الأماكن التي قالت شرطة البصرة : إنها مكبات للنفايات بمنطقتي الطويسة ودور النفط بالبصره قام القاتل برمي اشلاء الضحايا بها!!    

واضافت شرطة البصرة في بيانها (انه بعد التحري وجمع المعلومات ,تبين أن هناك أربعة من المصريين مفقودون حسب إفادة القنصلية المصرية بالبصرة ) وقالت الشرطة: إن المتهم المصري قد اعترف بقتل هؤلاء الأربعة وتقطيع أجسادهم وتوزيعها في مناطق متفرقة بالبصرة.

عم الحزن وتوشحت 4 قرى من مركز ساحل سليم بالسواد حزنًا على ذويهم الذين يشير الفيديو- دون ذكر أسماء- اليهم ولكنه يلمح بأنهم هم المختفون منذ شهر, وشارك بقية أهالي المركز أهالي المفقودين الحزن ’ بينما وضعت شرطة مركز ساحل سليم منازل أقارب من يشتبه بأنه المتهم – واكتفت  شرطة البصرة بأن اسمه ممدوح  – وضعت شرطة مركز ساحل سليم منازل أقارب المتهم  تحت الحراسة المشددة خوفا من أنتقام  أهالي المختفين منهم اخذًا بالثأر

بعد يوم من نشر شرطة بغداد للفديو الصادم حضر اإلى   بيتي بمدينة ساحل سليم  أهالي المفقودين وقلبنا الموضوع على جميع أوجهه , وكان لدينا جميعًا شك عميق في رواية الشرطة العراقية , وتشككنا جميعًا في اعترافات المتهم الغير منطقية والغير مبررة والتي لا تشير لأي سبب منطقي يدعو للقتل بهذه الطريقة , ولم نطئن لتحريات شرطة البصرة التي اعتمدت على ما قالته القنصلية المصرية بالبصرة بأن هناك 4 مصريين مختفين فقالت شرطة البصرة ( كفى الله المؤمنين شر القتال ) وقفلت المحضر على ما سبق واعتبرت الأربعةً المختفين هم الضحايا !

ما قاله لي أقارب المختفين : أقاربهم سافروا للعراق دون إقامة رسمية, وأنهم كانوا يعملون مع مقاول عراقي لفترة طويلة ولم يعطهم رواتبهم فسافروا الى البصرة وكانت علاقتهم مع ما وصفته شرطة البصرة بالسفاح علاقة طيبة ولا تشوبها اية شائبة ولا يوجد مبرر واحد للقتل بهذه الطريقة البشعة وكل ما لديهم من أموال نتيجة عمل لأشهر طوال لدى المقاول العراقي يماطلهم ويستغل عدم وجود اقامة لديهم وأنهم لن يتمكنوا حتمًا من الذهاب للشرطة لشكواه .

والسؤال الأهم : كيف لعامل يعمل في المعمار ويسكن قريبا من مكان عمله ويتخفى من الشرطة لانها  ستقبض  عليه بتهمة الإقامة غير القانونية – كيف له ان يقتل ويقطع الجثث ويتحرك حاملًا بعضها ليرميه على مرات كثيرة  في أمامكن متعددة ؟!

تواصلت مع عدد كبير ممن يعرفون من قالت الشرطة العراقية أنه الجاني، وبعضهم كانوا معه لسنوات طوال في ليبيا -وجميعهم  أكدوا انه يتمتع بخلق حسن ويحبه كل من يعرفه، ويساعد بلدياته.

ومما يضع ظلالًا قاتمة على فيديو شرطة البصرة أن من ظهر بالفيديو مدعية انه الجلتي المعترف بقتل وبالتمثيل بـ ٤ من جثث رفاقه المصريين – ظهر بالفيديو وهو يضع ( تاتو/ وشم)  على ذراعه، وهو عمل لا يقوم به مصري صعيدي متدين. بل أن الصعايدة ينظرون لمن يفعل ذلك نظرة سيئة للغاية باستثاء وضع المسيحيين للصليب

كما اتصلت بي شقيقة من قالت الشرطة العراقية انه المتهم وقالت أن شقيقهم اتصل بهم وفي وجود الشرطة وأكد لهم انه لا يعرف شيئًا عن الفيديو الذي يتحدثون عنه !، وأنه محبوس لمخالفته شروط الإقامة، وتطالب أسرته أيضًا بتدخل الخارجية المصرية لمعرفة مصير أبنهم ومتابعة التحقيقات معه، حتى لا يدخلوه في قضية لا علاقة له بها

حاول أهالي المختفين التواصل مع جميع الجهات للحصول على معلومات حول ذويهم المختفين دون جدوى

طيب لو كانوا ضحايا عايزيين جثثهم أو بعضها , أو عايزين نسافر لعمل تحاليل الـ

) للتأكد من شخصية الضحايا , ولكنهم لم يجدوا من يبل ريقهم بكلمة مؤكدة D N A(

شهران مرا على اختفاء ابناء ساحل سليم بمحافظة اسيوط, وأكثر من شهر مر على فيديو شرطة البصرة  وأهالي المركز يبحثون عن أولادهم, ولا يتلقون جوابا

ذهب الاهالي للسفارة العراقية بالقاهرة وذهبوا للمثل الخارجية المصرية ولم يتلقوا ما يبرد نارهمً

مع ما تعرض له المصريون بالأونة الأخيرة بالعراق من حرق لأماكن سكنهم منذ أسبوع بصحارى كربلاء  وتعرض بعضهم لإطلاق النار من أمن أحد الشركات بعد محاولة تجريف جثة أحد الضحايا المصريين ، كل هذه أحداث تستدعي تدخلًا سريعاً من وزارة الخارجية والهجرة المصرية

والسؤال الأهم : متى يجد المصريون بالخارج وخاصة العمالة المهاجرة الحماية من سفاراتنا وقنصلياتنا، ومتى تتحول السفارات والقنصليات التي تلتهم جزءًا كبيرًا من ايراداتنا الدولارية التي يأتي معظمها عن طريق المصريين بالخارج – متى يجد المصريون من يحنو عليهم ؟!

ومتى تستجيب الخارجية المصرية وترد على مذكرة أهالي المفقودين ، والتي ننشرها هنا لعل أهاليهم يجدون من يرد عليهم ويشفي غليلهم ويبل ريقهم على أولادهم !!

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى