مقالات ورأى

محمد عبدالقدوس يكتب : مكافأة بملايين الجنيهات لمن يرشد عن القاتل الذي يأويه سانو !!

القذافي وقصة في بيتنا رجل!!

أخبرتك بالأمس أن قاتل السياسي المخضرم عميل الإنجليز “أمين عثمان” أستطاع الفرار من المستشفى التي يقيم بها تحت الحراسة المشددة ، وكانت قد لحقت به إصابات خلال مطاردته مما أقتضى نقله إلى هناك !!
وقامت الدنيا ولم تقعد بعد هروبه ،

وبدأت الشرطة حملة مطاردات واسعة والبحث عنه في كل مكان ، ونجحت في إلقاء القبض على معظم أفراد الخلية التي ينتمي إليها القاتل واسمه “حسين توفيق” .. ورغم الحملات المكثفة في البحث عنه إلا أن البوليس لم يفلح في ضبطه !!

والسبب أنه لجأ إلى كاتب مشهور يأويه ، وبيته يقع على بعد أمتار من مجلس الوزراء ومختلف الوزارات بشارع القصر العيني ، بل أنه ملاصق لجريدة “المصري” القديمة الناطقة بلسان الوفد التي ينتمي إليه المجني عليه ،

وكانت صحيفة ذائعة الإنتشار ، وحركة الدخول والخروج منها لا تتوقف !!


ولم تفكر الشرطة أبدا أن القاتل عندهم !!
موجود بالقرب من وزارة الداخلية !! وكانت مغامرة كبرى عاشها والدي رحمه الله على أعصابه لمدة ثلاث أيام وهو يأوي المجرم الذي تطارده الشرطة ليل نهار ،

لكن “سانو” كان يعتبره بطلا !!
ومما زاد من خطورة هذا العمل الذي أقدم عليه أن “الراديو” كان يقطع إرساله “كل شوية” ليدلي بأوصاف الهارب من العدالة ويحث المواطنين في البحث عنه ، ومن يساعد الشرطة في القبض عليه فله مكافأة خمسة آلاف جنيه ،

وهو مبلغ ضخم جداً بمقياس هذا الزمان عام ١٩٤٦ ، ويعني حالياً كذا مليون !!
وتحذير كل من يأوي القاتل بأن هناك عقوبة شديدة في إنتظاره !!.

وبعد الأيام الثلاث العصيبة جاء من يطرق باب الكاتب الكبير ويأخذ هذا القاتل ويتمكن من تهريبه إلى سوريا !!.

ويقول “سانو” تعليقاً على هذا الحدث الكبير في حياته ، كنت أحرص على التصرف بطريقة طبيعية جداً في حياتي وكأن شيئاً لم يحدث ، أذهب إلى مكتبي يومياً خلال هذه الأيام

وأجد كل زملائي يتحدثون عن القاتل وكيف أستطاع الفرار ، وأين هو الأن ؟؟ ويا خيبة الداخلية التي تبحث عنه دون جدوى ..

وكان الهروب الكبير حديث الساعة والناس يتحدثون عنه في كل مكان خاصة مع إلحاح الإذاعة في حث المواطنين على مساعدة الشرطة والمكافأة الضخمة التي تنتظرهم !! و”سانو” جالس بين زملاءه صم بكم لا ينطق !! رافعا شعار: لا أسمع ولا أرى ولا أتكلم ..

ولم يتعجب هؤلاء .. لأنه معروف عنه أنه كثير “السرحان” حتى وهو جالس بين أصدقائه وهذه طبيعة الفنان الذي يبحث بخياله عن موضوع قصة !

وقضى الهارب الذي يأويه “سانو” بمنزله أوقاته في صحبة جدي “محمد عبدالقدوس” وكان مقيماً مع إبنه .. وفي نفس منزله بالقصر العيني ،

ووصفه “حسين توفيق” بعد ذلك بأن أحاديثه ممتعة وإنسان ظريف وشخصيته هي ذاتها في الأفلام القليلة التي ظهر فيها مثل “الوردة البيضاء” مع “محمد عبدالوهاب” ،

وفيلم “أنا حرة” حيث قام بدور والد بطلة الفيلم “لبنى عبدالعزيز” .. وكذلك في أحد الأفلام الشهيرة للمطرب الراحل “عبدالحليم حافظ” حيث ظهر في دور باشا تركي ! وغنى له “حليم” أغنية “يا سيدي أمرك” بالسيارة وهم في طريقهم إلى قسم الشرطة !!


ومن فضلك ياريت حضرتك تطلب من “جوجل” هذه الأغنية لتشاهد “جدي” ولماذا غنى له “حليم” “يا سيدي أمرك ما أقدرش أخالفك” وربنا يرحم الجميع ..

وأختم كلامي بمفاجأة أقدمها لك خلاصتها أن العقيد “القذافي” ديكتاتور ليبيا السابق أتهم “إحسان عبدالقدوس” بأنه يفسد البنات بالقصص التي يكتبها ،

وكان بينه وبين والدي عداوة شديدة.
واستشهد على صحة ما يقوله بقصة “في بيتنا رجل” ،

وهذا دليل على جهله الشديد !!
فهذه قصة وطنية من الطراز الأول مستوحاة من هذا الحدث الكبير في حياة والدي .. لكن “القذافي” بضيق أفقه وجهله أكتفى بالعنوان: “في بيتنا رجل” وظن أنها قصة غرام وهيام !! ودعوة البنات للفسق !
ولم يعلم أن بطل القصة وقع في حب مصر وضحى من أجلها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى