وفاة محمود صالح لاعب الأهلي الأسبق بعد صراع مع المرض
نبذة عن حياة محمود صالح
وُلد محمود صالح في 16 أغسطس 1960 في حي بولاق أبو العلا بالقاهرة، حيث بدأت رحلته في الحياة ومشواره في كرة القدم. نشأ صالح في بيئة تعشق الرياضة، الأمر الذي ساهم في تشكيل شخصيته الرياضية منذ الصغر. من داخل أزقة بولاق، انطلقت خطواته الأولى نحو المجد، حيث كان معروفًا بين أقرانه بشغفه الكبير لكرة القدم.
بدأت مسيرته الكروية بشكل رسمي عندما انضم إلى ناشئي النادي الأهلي، وكان يتميز بموهبته الفذة في مركز الدفاع. بفضل أدائه الاستثنائي وروحه القتالية على أرض الملعب، سرعان ما لفت أنظار مدربي الفريق الأول. في فترة الثمانينيات والتسعينيات، أصبح محمود صالح أحد أعمدة الدفاع في الفريق الأول للنادي الأهلي، وحقق معه العديد من البطولات المحلية والدولية.
لم تكن مسيرة محمود صالح في كرة القدم مقتصرة على النادي الأهلي فحسب، بل كان له حضور بارز في المنتخب المصري أيضًا. شارك في العديد من البطولات الإفريقية والدولية، وساهم في تعزيز مكانة مصر على الساحة الرياضية العالمية.
تألقت مسيرة محمود صالح في النادي الأهلي، حيث حقق مع الفريق الأحمر العديد من البطولات، وأصبح رمزًا للصلابة الدفاعية والتفاني على أرض الملعب. كان يعرف بلقب “الجدار الحديدي”، نظرًا لقوته وثباته في الدفاع، مما جعله من أبرز المدافعين في تاريخ النادي الأهلي.
بجانب مسيرته الرياضية، كان محمود صالح شخصية محبوبة ومحترمة داخل وخارج الملعب، حيث ترك بصمة لا تُنسى في قلوب الجماهير. تميز بتواضعه وحسن تعامله مع زملائه والجماهير، مما زاد من شعبيته ومحبة الناس له.رحل محمود صالح عن دنيانا بعد صراع مع المرض، لكنه ترك إرثًا لا يُنسى في عالم كرة القدم المصرية.
مسيرة محمود صالح الكروية
بدأ محمود صالح مسيرته الكروية في صفوف ناشئي النادي الأهلي، حيث أظهر منذ البداية موهبة وإمكانيات كبيرة جعلت منه لاعباً واعداً. لم يمر وقت طويل حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول، وظهوره الأول كان في مباراة ضد فريق المنصورة في 7 مارس 1982. هذا الظهور الأول أتاح له الفرصة لإثبات جدارته باللعب مع الكبار، ومع مرور الوقت أصبح من الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق.
لم تتوقف إنجازات محمود صالح عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل انضمامه إلى منتخب مصر في عام 1985. هذا الانضمام كان نتيجة لأدائه المميز مع النادي الأهلي، حيث كان له دور كبير في تحقيق العديد من البطولات المحلية والقارية. مع الأهلي، ساهم صالح في الفوز ببطولة الدوري المصري الممتاز خمس مرات، بالإضافة إلى تحقيق كأس مصر ست مرات.
تجسد مسيرة محمود صالح الكروية قصة نجاح ملهمة، حيث كان له دور كبير في العديد من الانتصارات التي حققها فريقه. لم يكن مجرد لاعب عادي، بل كان رمزاً للتفاني والإخلاص في الملعب، مما جعله يحظى بتقدير واحترام الجميع، سواء من زملائه في الفريق أو من جماهير النادي الأهلي.
تُعدّ مسيرة محمود صالح نموذجاً يُحتذى به للأجيال الشابة في عالم كرة القدم، حيث تبرز أهمية العمل الجاد والاجتهاد في تحقيق الأهداف. إن إنجازاته مع النادي الأهلي، سواء في البطولات المحلية أو القارية، ستظل دائماً جزءاً من تاريخ النادي، وذكرى خالدة لمحبيه.
إنجازات محمود صالح
يُعد محمود صالح أحد أبرز اللاعبين في تاريخ النادي الأهلي، حيث حقق إنجازات كبيرة خلال مسيرته الكروية. كان له دور بارز في تتويج النادي الأهلي بالعديد من البطولات الإفريقية، مما جعله يحظى بشهرة واسعة واحترام كبير بين جماهير النادي.
من أبرز إنجازاته، تحقيقه لبطولة دوري أبطال إفريقيا مرتين، الأولى في عام 1982 والثانية في عام 1987. كانت هذه البطولات دليلاً على مهاراته الفائقة وقدرته على التألق في المباريات الحاسمة.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم محمود صالح في فوز النادي الأهلي بكأس الكؤوس الإفريقية ثلاث مرات متتالية في أعوام 1984 و1985 و1986. هذا الإنجاز يعتبر من الصعب تحقيقه، لكنه بفضل جهوده وتفانيه، تمكن من تحقيق هذا الإنجاز الفريد.
على الرغم من نجاحاته العديدة، قرر محمود صالح اعتزال كرة القدم في عام 1992. جاء هذا القرار إثر قرار النادي الأهلي بعدم قيده في الفريق مع زملائه طاهر أبو زيد وعلاء ميهوب. كان هذا القرار مفاجئًا لكثير من محبيه، لكنه اختار أن يُنهي مسيرته الرياضية بشكل مشرف.
تظل إنجازات محمود صالح محفورة في ذاكرة عشاق النادي الأهلي، حيث يُعتبر أحد أساطير النادي الذين ساهموا في رفع اسمه على المستوى المحلي والدولي. قد تكون مسيرته في الملاعب قد انتهت، لكن ذكراه وإنجازاته ستظل خالدة في قلوب محبيه.
الجانب التدريبي وصراعه مع المرض
بعد اعتزال محمود صالح كرة القدم كلاعب، لم يبتعد عن المستطيل الأخضر، بل انتقل إلى مجال التدريب، حيث بدأ مسيرته التدريبية في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي. تلك الفترة كانت مليئة بالتحديات والنجاحات، حيث ساهم في تطوير العديد من المواهب الشابة التي أصبحت فيما بعد نجوماً في عالم كرة القدم المصرية.
لم تقتصر مسيرته التدريبية على الأهلي فقط، بل تقلد منصب المدرب العام لفريق بتروجيت، حيث قدم أداءً مميزاً وأظهر قدرات تدريبية فائقة. ثم انتقل إلى فريق إنبي، حيث واصل تقديم إسهاماته في تطوير الفريق وتحقيق نتائج إيجابية على الصعيد المحلي.
لكن للأسف، لم تكن الحياة سهلة على محمود صالح في السنوات الأخيرة، حيث بدأ يعاني من مرض خطير أثر بشكل كبير على صحته وحياته المهنية. هذا المرض اضطره إلى التقاعد المبكر والابتعاد عن المجال الرياضي الذي أحبه وأعطاه الكثير من عمره وجهده. على الرغم من محاولاته المستمرة لمقاومة المرض، إلا أن حالته الصحية تدهورت تدريجياً، مما أجبره على الابتعاد تماماً عن الساحة الرياضية.
وفي النهاية، وبعد صراع طويل مع المرض، وافت المنية محمود صالح عن عمر يناهز 64 عامًا. ترك خلفه إرثاً كبيراً في عالم كرة القدم المصرية، سواء كلاعب موهوب أو كمدرب قدير. سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة كل من عاصر مسيرته المهنية، وستظل إسهاماته في تطوير الشباب والفرق التي دربها شاهدة على تفانيه وحبه للعبة.