موجة من الغضب في إسرائيل بعد تصريحات هاريس حول الوضع الإنساني في غزة
أثارت تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس حول ضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية في غزة ردود فعل قوية داخل الأوساط السياسية في إسرائيل.
في حديثها يوم الخميس بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبدت هاريس قلقها إزاء العدد المتزايد من القتلى جراء العمليات العسكرية المستمرة منذ تسعة أشهر، ووصفت الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه “مزري”. وأكدت على أهمية حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مما يعكس موقفاً أمريكياً متوازناً أوضحه اللقاء الذي جمعها مع نتنياهو.
كما أوضحت هاريس أنها حثت رئيس الوزراء على العمل نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، مما يمهد الطريق لعودة الأسرى إلى ديارهم. وأشارت إلى وجود “تحرك يبعث على الأمل” في المحادثات الحالية، مما يبرز أهمية الحوار في تحقيق السلام والاستقرار.
كامالا هاريس تؤكد على أهمية الإنسانية في النزاعات: “علينا جميعًا أن ندين الإرهاب والعنف”
في تصريحات مثيرة بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي نتنياهو، أكدت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، على ضرورة تذكر الإنسانية في كل جوانب الصراع في غزة، معبرة عن معارضتها للإرهاب ومعاداة السامية والإسلاموفوبيا.
في حديثها، قالت هاريس: “يجب علينا أن نتذكر الإنسانية في كل ما نقوم به، وقد حان الوقت لإنجاز هذا الاتفاق الصحيح”. وأضافت: “على الشعب الأميركي أن يتذكر أن الحرب في غزة ليست ثنائية الأوجه، ولكن في بعض الأحيان يصبح الخطاب ثنائيًا”.
كما دعت هاريس الأمريكيين إلى فهم الفروق الدقيقة والتعقيدات المحيطة بالنزاع، مشددة على أن الجميع يجب أن يدينوا الإرهاب الذي يؤثر على الأبرياء. تصريحاتها جاءت في وقت حساس حيث يتزايد التوتر في المنطقة، مما جذب ردود فعل متباينة من مختلف الأطراف.
ردًا على تصريحات هاريس، أعرب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عن غضبه عبر حسابه على منصة X، حيث قال: “لقد كشفت كامالا هاريس للعالم أجمع ما كنت أقوله منذ أسابيع، ما وراء الصفقة في الحقيقة. الاستسلام للسنوار، وإنهاء الحرب بطريقة تسمح لحماس بإعادة تأهيل وإطلاق سراح معظم المختطفين في أسر حماس”.
تصريحات هاريس تُثير الجدل وتُعقد مساعي تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
فقد أشار أحد المسؤولين الإسرائيليين، في تصريحات لوسائل الإعلام، إلى أن هاريس انتقدت بشدة الوضع الراهن بعد لقاءها برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبراً أن كلماتها كانت أكثر حدة مقارنة بما تم الحديث عنه في الغرفة المغلقة. وقد جاء هذا الهجوم في وقت حساس حيث تسعى إسرائيل إلى التفاوض مع حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى.
وتجدر الإشارة إلى أن هاريس لطالما أكدت على دعمها لإسرائيل، لكن تصريحاتها الأخيرة يمكن أن توضح تحولاً في موقفها السياسي تجاه الصراع المستمر. وهذا يأتي في ظل تصاعد الأحداث في غزة والتوترات التي تشهدها المنطقة.
“تصريحات نائب الرئيس الأمريكي قد تؤدي إلى تعقيد المفاوضات حول تبادل الأسرى، ونحن نراقب الوضع عن كثب”، أضاف المسؤول الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الدعم التقليدي من واشنطن لإسرائيل قد يتأثر في حال استمرار هاريس في هذا المسار النقدي.
تتجه الأنظار الآن نحو كيف ستؤثر هذه التصريحات على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وعلى مستقبل جهود السلام في المنطقة.