مصر

عمرو المصري يكتب: أليس منكم رجل رشيد؟!

كان هذا السؤال الذي طرحه سيدنا لوط على رجال قريته استنكارا لأولئك الذين غرقوا في ضلال شهواتهم و بلغوا من الذنوب و الأثام ما بلغوا بل جهروا بالمعصية و دعوا إليها جهارا حتى عمى الله أبصارهم و بصيرتهم عن رؤية الحق و طريق الطهر و الصلاح فكان السؤال تقريعا لهم و إيقاظا لضمائرهم التي قد تصحو يوما ما ( أليس منكم رجل رشيد ؟!)
لقد ظل وسيظل هذا السؤال التعجبي الإستنكاري في قرآن يتلى إلى قيام الساعة بمثابة صرخة عبر العصور يستصرخ بها كل حر شريف أولئك الرجال الذين تخلوا عن رشدهم فراحوا يسعون في الأرض فسادا
أليس منكم رجل رشيد ؟!
سؤال نسقطه على رجالات القوات المسلحة المصرية أصحاب التاريخ الحافل و المشرف بنصرة الحق و الدفاع عن الإسلام و المسلمين و الزود عن مصر و جيرانها ضد أي غاصب أو محتل عبر التاريخ .
كيف سمحتم بتقليص دوركم واعتبار جيش مصر للمصريين فقط !!

كيف أكتفيتم بمشاهدة إخوانكم الذين يذبحون ليل نهار تحت مرئ و مسمع منكم دون نصرة لهم رغم جاهزيتكم وعدكم و عتادكم ؟!

كيف تقاعستم عن النصرة و التأييد لهم ؟! بل كيف وضعتم السلاح و ركنتم إلى الدنيا ؟!

إن العالم العربي و الإسلامي قد أفتقدكم كثيرا على جبهة القتال و في ساحة الحرب ولم ير منكم يد العون التي طالما إعتاد أن يراها عبر التاريخ تأييدا لإخوانكم و حفاظا على بيضة الإسلام وحرمته التي أستبيحت في عصرنا الحديث
يا رجال قواتنا المسلحة البواسل.

أليس منكم رجل رشيد يبعث فينا الأمل من جديد و يهب لنصرة تلك الأمة المكلومة متوكلا على الله ثم على أبناء شعبه الذين تاقت أنفسهم للنيل من ذلك العدو و الزود عن شرف ودماء إخواننا و مقدسات أمتنا و هو على يقين بأن النصر لنا مهما أجتمعت قوى الظلم علينا أو زجت بأبناءها بيننا ليشقوا الصفوف و يلقوا بذور الخوف و الفتنة و يبثوا كلماتهم المثبطة التي طالما دعت إلى الخنوع و الذل ليفصلونا عن ماضينا و مجدنا التليد

يا رجال قواتنا المسلحة البواسل … أليس منكم رجل رشيد يهب ليحفظ حدود مصرنا من عدو أظهر نيته الخبيثة للقضاء علينا غدا بعد التتخلص من إخواننا اليوم

يا رجال قواتنا المسلحة البواسل … أليس منكم رجل رشيد يهب ليجتث الفساد من جذوره و يطهر مصر من الخونة و يوحد الصف ليحقن دماء أبناء شعبنا الذين فاض بهم الكيل من الصمت و الخذلان و الذين يتأهبون لثورة باتت وشيكة ربما تقضي على الأخضر و اليابس و تكون عواقبها وخيمة ربما أكثر مما قد تفعله الحروب بنا

يا رجال قواتنا المسلحة .. أليس منكم رجل رشيد ؟!

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى