قبل ظهور الإنترنت وكسره للمعلومة التي كانت توزعها علينا الجرائد الورقية حسب مصالحها وتوجهاتها، كان الوصول للحقيقة صعباً جداً، حيث كان عليك أن تذهب للبحث ببطون الكتب والأسوأ من ذلك أن لا تجد مرجعاً لتلك المعلومة التي تم الترويج لها لكي تقنع الآخرين بأن هذه المعلومة غير دقيقة أو أنها غير صحيحة وعليك إثبات ذلك،
بما فيها عندما تقرأ أو تسمح لخطيب ما، كنت تستقبل المعلومة فقط ولا ترد عليها أي أنهم كانوا يحشون عقولنا رغم عن أنفسنا، بينما اليوم وفي ظل هذه التقنية يمكن الرد وتفنيد مزاعمه.
لذلك لجئت الحكومات اليوم بحجة تنظيم عمل التقنية لإقرار قوانين وهذا ما نعانيه- مع الأسف- مثل القوانين المُقيدة للحُريات، ذات النتائج الكارثية التي ترفض حكومتنا الموقرة لغاية اليوم تعديلها.
اليوم- والحمد لله- لا أحد يحتكر المعلومة لابل المعلومات أصبحت متاحة للجميع والبحث عن حقيقتها سهلةً جداً بفضل تلك التقنية التي سهلت علينا حياتنا المعلوماتية،
لذلك أنا شخصياً عندما تأتيني أسئلة من متابعي الكرام غالبا لا أجيبهم عليها وإنما اطلب منهم البحث عنها لأن الإجابة قد تخضع لمزاج وتوجه وثقافة ومعرفة الذي يجاوب وبالعكس التقنية أتاح لك إجابات متعدد رائعة تحفز العقل على الموازنة بينها وأخذ المعقول والمنطقي منها، وترك الفاسد منها.
أقول ذلك بعدما وصلني فيديو لأحد المتطرفين الدينيين يدعو لقتل المختلف من زميل يطلب مني أن أقرأ ردود الفعل على ذلك الخطيب الذي يدعو لقتل المختلف وكانت للأمانة ردود رائعة تنم عن تطور الوعي المجتمعي الذي لم يعد يسمع هراء المتطرفين بقتل المختلف
ويصدقه مثل الذين ملئوا دنيانا صخباً خلال العقود الماضية حتى حولوا مجتمعاتنا لمجتمعات مثل ماترون بأم أعينكم من مجتمعات متسامحة لمجتمعات متقاتلة تتدفق بشعابها الدماء واستشرت بها الطائفية والفئوية التي حل محل التسامح والمحبة.
ما أود أن أصل إليه هو أن هذه التقنية بقدر مابها من شر بها من خير للبشرية وعلينا كبشر اليوم أن نُعظم خير هذه التقنية ونقلل من شرها بحكم أننا بشر خلقنا لنعمر لا لندمر لننشر الخير لا ننشر الشر ننشر الحُب لا ننشر الكراهية ندافع عن إنسان لا أن نقتل إنسان لمجرد أننا نختلف معه.