هل يؤثر انسحاب بايدن على إنهاء حرب غزة؟
بايدن ينسحب من سباق الانتخابات لصالح كامالا هاريس: تأثيرات عميقة على السياسة الخارجية الأميركية
أثارت خطوة الرئيس الأميركي جو بايدن بالانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية لصالح نائبه كامالا هاريس العديد من التساؤلات حول تأثير هذا القرار على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بالحرب المستمرة في قطاع غزة التي تدخل يومها الـ 290 دون أي مؤشرات على وقف القتال.
جاء هذا القرار في وقت حساس حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارة للعاصمة واشنطن، مما زاد من حدة التحديات أمام الإدارة الأميركية التي ظلّت تحت ضغط متواصل للتوصل إلى هدنة في غزة. الوضع هناك أصبح يثير القلق بشكل متزايد بسبب الأزمات الإنسانية والصحية المتفاقمة، حيث يعاني السكان من شحّ في المواد الأساسية والرعاية الصحية.
أبدى ثلاثة محللين عسكريين وسياسيين تخوفهم من تداعيات انسحاب بايدن، مشيرين إلى أن نتنياهو قد يُبقي على نهج العمليات العسكرية ضد حماس، متجاهلاً الضغوط الأميركية، خصوصًا في ظل عدم وجود أي صفقة واضحة لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول مدى قدرة كامالا هاريس على التحرك في هذا الملف المعقد وما إذا كانت ستتبنى سياسة جديدة أو تستمر على النهج القائم.
تعليقات المحللين حول تداعيات انسحاب بايدن
قال المحلل السياسي رامي الشريف: “إن انسحاب بايدن يضعنا أمام مرحلة جديدة قد تشهد مزيدًا من التصعيد في غزة، حيث أن الدعم الأميركي لإسرائيل قد يكون في خطر دون وجود قيادي يعبر عن الاستمرارية في السياسة الحالية.”
بينما أضاف المحلل العسكري سامر العلي: “الوضع في غزة يتطلب تحركًا سريعًا وفعالًا، وكلما طال أمد الأزمة زادت الكارثة الإنسانية. مشهد الدعم الأميركي سيكون حاسمًا في أي تسوية مستقبلية.”
زيارة نتنياهو
وأوضحت وكالة بلومبرغ، أن بايدن سيسعى خلال الفترة المقبلة لإظهار القوة في الخارج، مؤكدة أن “الخروج من السباق الرئيسي، سيسمح له بالتركيز على السياسة الخارجية فيما تبقى من ولايته”.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو الرئيس الأميركي، الثلاثاء، في أول زيارة خارجية له منذ بدء حرب غزة، قبل يوم من إلقائه كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس، وفق تأكيدات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وحرص وزراء ومسؤولون إسرائيليون على توجيه الشكر لبايدن، وكان من بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت الذي قال للرئيس الأميركي: “دعمكم الراسخ خاصة أثناء الحرب كان لا يقدر بثمن. نحن ممتنون لقيادتكم وصداقتكم”.
اعتبرت تقارير غربية أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن ستكون “اختبارًا حاسمًا” لنفوذ بايدن قبل مغادرته البيت الأبيض بعد أشهر.
تأثير خطوة بايدن
يرى بريان فينوكين، كبير مستشاري برنامج الولايات المتحدة بمجموعة الأزمات الدولية والمستشار القانوني السابق بالخارجية الأميركية، أن إدارة بايدن إذا لم تكن مستعدة لاستخدام نفوذها الحقيقي مع إسرائيل، لا سيما الدعم العسكري، فإن الضغط الأميركي قد لا ينجح في تغيير موقف رئيس الوزراء بشأن وقف إطلاق النار.
فيما يتعلق بتغير السياسة الأميركية تجاه غزة مع كامالا هاريس، أوضح فينوكين أنه “من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كانت هاريس ستتبع سياسة مختلفة عن بايدن تجاه غزة، ومدى ذلك”. وأضاف: “النقطة الوحيدة التي نستند إليها من تعليقات هاريس هي ملاحظاتها القوية في مارس حول الوضع الإنساني في غزة، لكن ذلك لا يحدد كيف ستتصرف إذا أصبحت رئيسة”.