إن من أشهر طبائع الاستبداد والفساد فكرة البحث عن (شماعة) لتبرير الفشل، والتي تعتبر إحدى الركائز الأساسية لمكونات النظم الاستبدادية الفاشلة، التي لا تعترف بالخطأ، وليس لديها استعداد للمساءلة والمحاكمة أو حتى الاعتذار.
وكعادة أبواق النظام السيساوي من المطبلين والهتيفة والمرقعين، يستمر الخوض في مستنقع التبرير لفشل النظام وخطاياه بحق الشعب المصري.
فإذا ما أعياهم الأمر وفشلوا في إحداث قناعات بتبريراتهم لدى المجتمع، لا يجدون في مستنقعهم غير (شماعة) الإخوان أو (شماعة) الإرهاب فيُخرجون أيًّا منهما أو كليهما، ليلقوا بالتبعة على الآخرين ويحملونهم أسباب الفشل والخطيئة!!.
دون أن يحدثوننا عن نجاحات نظام السيسي في التعاطي مع قضايا وحاجات ومشكلات المجتمع المصري وما تحقق من إنجازات في هذا الشأن.
وعلى الرغم من أن هذه (الشماعات) صارت كما يقولون: (موضة قديمة)، أضف إلى ذلك أن الشعب المصري ليس بذاك الغباء الذي يظنونه، إلا أنك تجد إصرارًا عجيبًا على استخدامها من قبل هذه الأبواق، ليدللوا على أن الرويبضة والفاشلين هم من يمسكون زمام الأمور ومقاليد السلطة في هذا الزمان!
“الإخوان (شماعة) لكل فاشل”
إن العسكر يحكمون مصر منذ أكثر من سبعين عامًا ، ثم تجد أن نكبات حكمهم وفكرهم تحسب على الإسلاميين، وبخاصة الإخوان منهم!! إنها قمة اللامعقولية واللامسؤولية.
فقد أصبح واضحًا أن نظام السيسي كلما انتهت به مشاريعه وبرامجه وخططه للفشل، وكلما فشل في أداء مهمته أو عمله، سارع إلى إلقاء المسؤولية على الإخوان!!.
وذلك بهدف تشويه جماعة الإخوان المسلمين، أو من يدافع عنها أو يتعاطف معها، فيصير الإخوان سبب كل المشكلات والأزمات والمصائب والكوارث الكونية، مما يعطيه المبرر لعدم التحرك لعلاج أي من هذه الأمور!.
لكن ما لا يعلمه أغبياء النظام وأبواقه وشلة الهتيفة، أن استخدام هذه الفكرة “الشماعة” مع استمرار الفشل وديمومته على كل صعيد، إضافة إلى تنوع الأخطاء، سيصرف المجتمع عن السماع لهم مع ازدياد قناعته بأنه تعرض للخداع والغش، وهذا هو الحاصل الآن، وخير دليل ذلك الفيديو الذي عرض على شاشة معمل ألفا بشارع فيصل من قبل “هاكر” يسخر فيه من السيسي ويصفة بالكاذب والقاتل.
“حلم ليلة صيف”
في ظل الانهيارات المتتالية في قطاعات الدولة المصرية والفشل الاقتصادي الذى صار يحكم خناقه على مصر يحاول النظام أن يجدد حمامه القديم عبر تعيين مجموعة من المحافظين- ذوى الخلفية العسكرية طبعًا- الذين يتجولون في الشوارع يتعقبون مخالفات المحلات ويقتحمون بيوت بعض (الغلابة) الذين يقتاتون من بيع بعض أرغفة الخبز المدعم، يهرول السيد المحافظ الهمام (ويشخط وينطر) في الفقراء والغلابة تاركًا كبار المفسدين ينعمون بأموال الشعب عبر بيع الآثار وتجارة السلاح والمخدرات والصفقات المشبوهة التى يتم فيها بيع مصر بالقطعة من الوراق إلي رأس الحكمة.
ولم يكتف نظام السيسي بذلك بل حاول العودة إلي فزاعة الإخوان عبر حملة جديدة، كي يبدو وكأنه المنقذ لمصر من مصير مدمر وقد نسي أن المصير المدمر قد بات فيه المصريون بالفعل بفضل عبقرية سياسات الحكيم سليمان وبطانته العسكرية.
لا شك أننا إزاء نظام عسكرى يلفظ أنفاسه الأخيرة، فهل تدرك النخبة السياسية ذلك وتتوحد كى تقود المصريين في حراك سلمي واسع يحرر مصر من هذا السرطان الجاثم على صدرها، أم يبقي هذا حلم ليلة صيف.
الخلاصة؛
إن استخدام نظام الانقلاب العسكري، وأبواقه (شماعة) الإخوان المسلمين؛ لـتبرير فشلهم أمام مصائبه وكوارثه، يمثل إفلاسًا سياسيًا ومحاولة مفضوحة لخداع الشعب المصري.
وهؤلاء لا يدركون أن هذه النغمة أو (شماعة) الإخوان لم تعد تنطلي على الشعب المصري، وأن رصيد النظام الإنقلابي آخذ في التلاشي، بسبب الاستمرار في نفس سياسات وعدم الاعتراف بالأخطاء، خاصة وأن الأمر صار متعلقًا بمستقبل المصريين وارواحهم.
لم يدرك هذا النظام أن الطبيب والمهندس والباحث والمعلم والفلاح والصانع هم جنود الوطن، وبدلًا من أن يسعى لاستثمارهم والافتخار بهم سعى إلى تدميرهم.
فكانت النتيجة وقوفه عاجزًا أمام كل المشكلات، معلقًا فشله على (شماعة )الإخوان.
الإخوان المسلمون يعرفهم الشعب المصرى ويعرفهم العرب والمسلمون ويعرفهم العالم أجمع لايخافون من أحد ولا يخوفون أحدا كانوا ومازالوا أيديهم ممدودة وقلوبهم مفتوحة تجاه الشعب المصرى بكل اطيافه وفصائله جميعا مهما حصل.
الكائن السيساوي ومن على شاكلته، لا يفقهون المآلات، ولا يعلمون أنهم مجرد أدوات، ولا يدركون أن الطغيان الذي ينصرونه سيتخلص منهم لاحقا.
إنهم يمثلون حالات مستعصية من السقوط بلا قاع، والعمى بعد عطب الضمير. “فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”.