الزعيم فؤاد باشا سراج الدين: قائد لا ينكسر حتى في مواجهة القمع
في واحدة من أكثر الحكايات الوطنية الملهمة، يظل فؤاد باشا سراج الدين، الرئيس السابق لحزب الوفد، زعيما للأمة ورمزًا للصمود والإصرار في وجه القمع والظلم.
فقد تعرض فؤاد باشا للإعتقال ست مرات، وحوكم أمام ما سميت بمحكمة الثورة في سبتمبر 1952، حيث بلغت جلسات محاكمته الأطول في تاريخ مصر بواقع 45 جلسة، وصدر حكم بالسجن لمدة 15 عامًا.
ولكن حتى وسط هذه التحديات الهائلة، بقي فؤاد باشا صامدًا ولم ينكسر، معبرًا عن إرادته الحديدية وإصراره على مواصلة النضال من أجل العدالة والديمقراطية.
وعلى الرغم من مخاوف عائلته من حركة الثورة في 1952، فإن فؤاد باشا تمكن من تحمل الصعاب والمحن، ولم يتأثر بالخوف أو الهزيمة، حتى عندما تم سجنه ومصادرة ممتلكاته وتحديد إقامته.
السادات يشبه فؤاد باشا سراج الدين بـ”الملك لويس التاسع عشر”
وقد تعرض لهجوم شرس من الرئيس السابق أنور السادات، الذي غمزه علنًا وشبهه بـ”الملك لويس التاسع عشر”، لكن حتى في تلك اللحظات، بقي فؤاد باشا متماسكًا وثابتًا.
وفؤاد باشا كان شخصية محترمة ومحبوبة بين قيادات وقامات حزب الوفد، حيث اقترب البعض منه بشكل مدهش نظرًا لشخصيته القوية وثباته في وجه التحديات.
ورغم تغييرات الأحوال والأنظمة السياسية، بقي فؤاد سراج الدين باشا محط إعجاب واحترام الكثيرين، وظل جموع المصريين قيادة وحكومة وشعبا في تسميته بـ “الباشا”، ليعكسوا بهذا اللقب تقديرهم وتقدير الشعب المصري لشخصيته القيادية.
فؤاد باشا سراج الدين رجلاً من الوزن الثقيل بوزن أمة
ورغم إلغاء ألقاب الباشا والـ “بك” في مصر بعد حركة 23 يوليو 1952 التي قادها جمال عبدالناصر، إلا أن ذكرياتنا بفؤاد سراج الدين تظل حية ومليئة بالتقدير.
وكان لـ فؤاد سراج الدين “السكرتير الخاص” الذي كان يحمل كرسيًا ضخمًا خصيصًا صمم ليناسب رجلاً من الوزن الثقيل، سواء من الناحية المادية أو الروحية كان حقا زعيما للأمة وشخص بوزن أمة.
وكان هذا الكرسي رفيقه الدائم وشاهدًا على لحظات اللقاءات والتواصل مع الجماهير في مختلف المناسبات، سواء في المؤتمرات السياسية أو الندوات الفكرية، حيث كان ينقله معه إلى كل مكان كان يتوجه إليه للقاء الناس.
فؤاد باشا، أو “الرجل الذي لا ينكسر”، كان نجم فترات الاضطراب في مصر قبل وبعد حركة 1952 وبرغم تجارب السجن التي مر بها خلال فترات حكم عبدالناصر والسادات، وسيظل آخر باشوات مصر رمزًا للصمود والإصرار على المبادئ التي يؤمن بها.
فؤاد باشا سراج الدين، نجم في عالم السياسة والنضال، وتظل ذكرياتاته وتجاربه مصدر إلهام وتأمل لنا جميعًا.