تقارير

هل يتهرّب السيسي من المسؤولية بعد تفويضه لمدبولي ببعض صلاحياته؟

تمر مصر بأزمات اقتصادية وسياسية ضخمة، وتخبط في إدارة الدولة، نتج عنه سخط شعبي وتململ بدأ يظهر في تحركات فردية قد تكون غير مؤثرة على النظام بشكل كبير لكنها إشارات تفيد بأن منسوب السخط الشعبي قد يتجاوز الخطوط الحمراء في أى وقت، ويخرج الغضب الكامن داخل الشعب ضد السلطة إلى العلن، ما دفع النظام المصري بإجراء تغيرات في الحكومة المصرية لتهدأة الشارع ومحاولة احتواء الأزمات خاصة أزمة الكهرباء التى لم تشهدها مصر من قبل وانعكست سلبيا على المواطنين على أكثر من صعيد.

حزمة أزمات كبيرة عجز السيسي عن حلها من جذورها، وقدم للناس مسكنات غير مُجدية، فهل بات السيسي في حالة من الضعف والعجز لمواجهة تلك الأزمات؟

يجيب عن هذا السؤال ما نشرته الجريدة الرسمية اليوم الأحد من قرار للسيسي يفوّض فيه رئيس الوزراء مصطفى في سبعة مجالات من اختصاصات رئيس الجمهورية، ونص على أن يُفوَض مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، في مباشرة اختصاصات رئيس الجمهورية، المنصوص عليها في القوانين واللوائح في مجال التصرف بالمجان في أملاك الدولة وحماية الآثار ونزع الملكية، وفي مجال منح المعاشات والمكافآت الاستثنائية وتقرير إعانات أو قروض أو تعويض عن الخسائر في النفس والمال وفي مجال العاملين بالدولة، وفي مجال الهيئات العامة وهيئات القطاع العام وشركاته وشركات قطاع الأعمال العام. ومجال الأزهر ومجمع اللغة العربية والجامعات.


هروب أم تَخفّف من المسؤولية
؟

فسّر خبراء تلك الخطوة بأنها قد تكون هروبا من السيسي خوفا من تحمل أى انهيار اقتصادي قادم وبالتالي علّق المسؤولية على رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وتصديره للناس على أنه يتحكم في كثير من القرارات المصيرية في مجالات حيوية في الدولة، خاصة المتعلقة بحرية التصرف في أصول الدولة التى باتت تشغل مساحة كبيرة من الجدل بين المصريين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ويرى نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أن السيسي قد يُقدم مدبولي للرأى العام المصري ككبش فداء لفشله في إدارة الدولة. مشيرين إلى أن مدبولي يجب عليه الاستقالة إذا كان من الذكاء بمكان، قبل أن يتحمل مسؤولية ما هو قادم من انهيار اقتصادي وحده.

ويرى الكاتب الصحفي قطب العربي أن السيسي يتمتع بصلاحيات كبيرة في الدولة أكبر مما يسمح بها الدستور الحالي وربما أراد بهذا القرار التخفف من المسؤولية بعض الشيء. وأضاف في تصريحات خاصة لـ”موقع أخبار الغد” أن مصطفى مدبولي لا يستطيع أن يأخذ أى قرار من دون الرجوع للسيسي فهو في النهاية مختار من السيسي وليس منتخب عن طريق البرلمان.

وأشار العربي في تصريحاته إلى أن المجالات التى فوّض السيسي مدبولي فيها ببعض صلاحياته تعتبر مؤسسات مليئة بالفساد وعليها شبهات مالية كثيرة، ربما أراد السيسي أن يبعد عنه تحمل مسؤولية شبكة الفساد في تلك المؤسسات. وختم العربي حديثه بقوله: في النهاية السيسي وفقا لدستور 2014 يتمتع بصلاحيات واسعة فهو عمليا ودستوريا المتحكم في كل شيء في الدولة المصرية ومدبولي مجرد وزير دولة كبير ينفذ الأوامر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى