بيانات ومواقف

الدكتور أيمن نور : وداعًا دكتور محمد صلاح النشائي العالم الفذ وصديقي العزيز

في لحظات الحزن الصامت، يختنق القلب بفقدان صديق عزيز كان يشبه نجمًا ساطعًا في سماء العلم.
وكما قال جبران خليل جبران: “إنما الحزن الصامت أشد وقعًا على القلب من الحزن الباكي.”
واليوم، نودع الدكتور محمد صلاح النشائي، العالم المصري الفذ، الذي ترك فراغًا لا يمكن أن يملأه أحد.
بكل أسى وحزن عميق، أودع اليوم صديقي العزيز ، الذي وافته المنية في هدوء وصمت، دون أن تحظى حياته وإنجازاته بالاهتمام الذي تستحقه من وسائل الإعلام المصرية والعربية‼️.


لقد فقدنا إنسانًا وعالمًا عظيمًا، ترك بصمات لا تُنسى في مجال الفيزياء النظرية، وترك فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه .

تعرفت على دكتور النشائي منذ أكثر من عشرين سنة، خلال زياراته المتكررة للقاهرة. ربطتنا علاقة إنسانية قوية، وكنا على تواصل دائم حتى وقت قريب. ▪️كان صديقًا عزيزًا و أنسانا نبيلًا، تحلّى بروح طيبة وإيمان عميق بقيمة الإصلاح السياسي وبأهمية العلم والتعليم في خدمة الوطن والبشرية.

ولد دكتور محمد صلاح النشائي في عام 1943، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية.
انتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراساته العليا، حيث حصل على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة نيويورك.

عمل في معهد ماكس بلانك للفيزياء النووية في ألمانيا،

انتقل للعمل في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، حيث أسهم بشكل كبير في تطوير نظرية التوحيد الكبرى، التي تسعى لتوحيد القوى الأساسية الأربع للطبيعة: الجاذبية، الكهرومغناطيسية، القوى النووية الضعيفة، والقوى النووية القوية.

حاز دكتور النشائي على العديد من الجوائز والتكريمات الدولية تقديرًا لإسهاماته العلمية.


من بين هذه الجوائز جائزة “كارل فريدريش فون فايساكر” من ألمانيا، وجائزة “نوبل العربية” التي تُمنح لأبرز العلماء العرب.

كان يُعرف بقدرته الفائقة على الجمع بين النظريات العلمية المختلفة وابتكار نظريات جديدة تسهم في فهم الكون.

لم يكن دكتور النشائي مجرد عالم فيزيائي عظيم، بل كان ناشطًا في المجال العام
وفي مجال التوعية دي ، حيث شارك في العديد من المؤتمرات الدولية وألقى محاضرات في مختلف أنحاء العالم، مُعبرًا عن أفكاره ورؤيته للعلوم الفيزيائية. كما كان معنيًا بالهم الوطني وبإصلاح التعليم، وساهم بشكل كبير في العديد من اللقاءات والمشاركات التي تهدف إلى تطوير البحث العلمي في مصر.

كان النشائي يؤمن بأهمية تطوير البحث العلمي في مصر، وكان يأمل في إقامة مراكز بحثية متقدمة تسهم في دفع عجلة التقدم العلمي في المنطقة. لم يحظَ بالتقدير الذي يستحقه في وطنه، لكننا ندرك اليوم حجم الخسارة التي لحقت بنا برحيله.

رغم تجاهل وسائل الإعلام المصرية والعربية لرحيله، إلا أن الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية عبّرت عن حزنها العميق لفقدان هذا العالم الجليل، وكتبت عن إنجازاته العظيمة وإسهاماته القيمة في مجال الفيزياء.


يا خسارة يا مصر، نفقد عظماءنا دون أن نعطيهم ما يستحقونه من التقدير والاحترام.

في وداعك يا دكتور محمد، نعبر عن حزننا العميق لفقدانك، ونتمنى أن تكون ذكراك مصدر إلهام للأجيال القادمة.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وألهمنا وأهلك الصبر والسلوان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى