
في تغريدة مثيرة على حسابه الرسمي في موقع إكس، تحدث زاك غنام، الكاتب والمحلل السياسي، عن تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على العلاقات الإقليمية والتغيرات الكبرى التي سيحدثها هذا الحدث التاريخي.
فبغض النظر عن التكهنات التي كانت تتحدث عن دور القوى الكبرى في المنطقة، فإن الجزائر تظهر اليوم على الساحة كقوة فاعلة لا يمكن تجاهلها في ظل تحول التوازنات الاستراتيجية.
الارتباك الذي يعصف بالمخططات الغربية
منذ سنوات كان يُعتقد أن أطرافاً مثل خليفة حفتر محمية من قوى كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، لكن الواقع أثبت عكس ذلك تماماً.
فبعد انهيار حكم الأسد، بدأت التساؤلات تثار حول مدى قدرة هذه الشخصيات على الحفاظ على مواقفها في المستقبل. حفتر، الذي كان يعتقد أنه في حماية القوى العظمى، أصبح الآن يواجه مصيراً غير واضح، يخشى أن يكون هو القادم في سلسلة الانهيارات المتتالية.
الجزائر تستفيد من التحولات وتثبت قوتها
في المقابل، الجزائر التي شهدت تطورات متسارعة على الصعيدين الداخلي والدولي، تواصل تعزيز مكانتها كقوة استقرار في المنطقة.
تحولت الجزائر إلى اللاعب الرئيسي الذي يملك مفاتيح الحلول، خاصة في ظل فشل العديد من الأطراف الدولية في تقديم حلول واقعية. الجزائر اليوم هي الرهان الموثوق عليه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وظهرت بمثابة القوة الثابتة وسط فوضى عارمة.
تحولات العلاقات مع الأسد وحفتر
كشف موقع “أفريكا إنتليجنس” الفرنسي عن أبعاد جديدة لتلك العلاقات التي كانت تربط عائلة الأسد بحفتر. ففي السنوات الماضية، كانت هذه العلاقة تقوم على أرضية من التعاون الوثيق، إذ كانت روسيا بمثابة الراعي المشترك لهذا التحالف بين العائلتين.
الزيارة السرية التي قام بها ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، إلى حفتر في سبتمبر 2022، كانت ذروة هذا التعاون. كذلك، تم تدريب الطيارين الليبيين في سوريا، وهو ما أكدته حادثة وفاة أحد الطيارين الليبيين أثناء التدريب في ديسمبر من نفس العام.
التداعيات السريعة للسقوط السوري
ومع انهيار النظام السوري، بدأت التأثيرات السلبية على المصالح الاستراتيجية لحفتر تظهر بشكل سريع. فبعد سقوط النظام في دمشق، وصل طائرة تابعة لشركة “شام وينغز” إلى بنغازي، وكانت محملة بضباط سوريين، وربما كان ماهر الأسد نفسه بينهم. هذا الحادث يبرز حجم التوترات القادمة والفراغ الذي سيتركه رحيل الأسد في المنطقة.
روسيا تتأرجح في مواقفها
من جهة أخرى، فإن موسكو، التي كانت تستخدم سوريا وليبيا كمنصات لتمرير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى منطقة الساحل، قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم استراتيجياتها في المنطقة بعد السقوط المفاجئ للنظام السوري.
فمن خلال ميناء طرطوس السوري، كانت السفن الروسية تقوم بنقل المعدات العسكرية إلى بنغازي عبر ميناء طبرق، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تأثير هذا التحول على مصالح روسيا في المنطقة.
الشركات المتورطة في شبكات مشبوهة
وأخيراً، لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبته شركة “شام وينغز”، المملوكة لعائلة الأسد، في هذه التحولات. رغم إدراجها على قائمة العقوبات الأوروبية، استمرت الشركة في تنظيم رحلات بين دمشق وبنغازي، مما يعكس حجم الفوضى وتورط بعض الأطراف في شبكات مشبوهة تشمل تهريب الأسلحة والمخدرات والمهاجرين.