مصرمقالات ورأى

الدكتور أيمن نور يكتب: نصيحتي لأولادي تعلموا من شجاعة الجهل

45 عامًا.. من العمل العام، تنقلت فيها بين النيابة ،والكتابة ، بين الميادين السياسية، والبرلمانية ، والصحفية، والإعلامية والحقوقية والقانونية والجامعية

بين خوض الانتخابات من الطلابية وحتي الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية.
خضت غمار تجارب لم تخطر لي يوما على بال، من الاعتقالات خمسة مرات احداها خمسة سنوات إلى الغربة التي جاوزت العشرة سنوات.
في الغربة عبرت بحورًا من الأهوال والأزمات .


امتلكت قناة “الشرق” منذ عقد من السنوات ،مررت معها بأزمات لم أشارك تفاصيلها -للان-حتي مع نفسي ،او مع أقرب الناس إلى نفسي وقلبي.


احمدالله كثيرا، على كل نعمة ،وستره ،وفضلة،في كل ما مر علي، وكل ما مررت به، بحلوه ، ومره كان الله كريما معي اكثر مما أستحق واكثر مما تمنيت. ..حتي ان جهلي بكثير من الامور كان فضلا عظيما علي ‼️

تساءلت اليوم بيني وبين نفسي ، ماذا لو كنت أعرف ثمن خوض انتخابات الرئاسة في 2005؟


هل كنت سأفعلها؟


وهل كنت سأجرب هذه التجربة ،لو لم اكن أجهل أن أمثال موسى مصطفى موسى ويمامة ، سيخوضون هذه التجربة بكل هذا الهزل والجهل؟ الذي اهان الخطوة ومن يفكر لاحقا فيها ؟!!


ولو كنت أعلم أن مقعدي البرلماني سيحتله من لا يستحق، فهل كنت سأقضي أنا ووالدي قبلي، قرابة الأربعين عامًا نناضل تحت هذه القبة؟

ربما بفضل الله وحده جهلت الكثير، وبهذا الجهل واجهت الكثير والكثير ،وتعلمت اكثر
عندما امتلكت قناة فضائية، لم أكن أعرف أن تكلفتها (النفسية والمادية)
أكبر كلفه من احتلال مقعدا دائماً على طاولة قمار. !!
كما لم أكن أتصور أن الغربة التي ظننت أنها ستستمر عشرة أيام ستمتد لعشرة سنوات، ولأجل غير معلوم، إلا لله وحده.


أدركت اليوم وانا أقارب ال٦٠ عاما

أن شجاعة الجهل هي التي ساعدتني على مواجهة التحديات‼️
فلولا هذا الجهل، ما كنت تعلمت النجاح ، وسط كل الصعوبات والتحديات.

الجهل بتفاصيل مرت في حياتي ،لم يكن عدوًا، بل كان حافزًا لمواجهة المجهول بخطوات ثابتة، دون ان أتوقع الفشل من البداية.
شجاعة الجهل ببعض التفاصيل ذكرتني بقصة الشاب الأمريكي الذي دخل قاعة المحاضرات متأخرًا،

فوجد على لوح الكتابة معادلة غير محلولة. نسخها معتقدًا أنها (واجبه المنزلي)، وسهر واجتهد حتى أتم حلها. وقدمها لأستاذه في اليوم التالي الذي أصيب بالذهول ‼️


لقد ترك الاستاذ المعادلة علي السبوره ليضرب بها مثلا للحضور من طلابه أن هذه المعادلة يعتبرها كافه أساتذة الرياضيات عبر التاريخ مستحيلة الحل. ‼️


الطالب الذي لم يعرف هذه الحقيقة، حلها في ليلة واحدة. وإن لم يكن يجهل ما قاله الاستاذ عنها ما كان حاول أصلا



ان ينجح في حلها ‼️
هذه هي شجاعة الجهل. لا نفكر في مدى صعوبة ما نحن بصدده، ولا في عدد من فشلوا قبلنا. فالنجاح يتطلب منا أن نغض الطرف عن المخاوف، وننطلق بشجاعة نحو المجهول،

وإلا ستخرج كلاب اليأس السوداء والمفترسة لتمزقنا قبل أن نخطو خطوة واحدة في تحقيق أحلامنا.

لقد تعلمت أن الجهل أحيانًا يكون نعمة، لأنه يحررنا من الخوف الذي يعوقنا عن المحاولة. فلولا شجاعة الجهل، لما كنت الآن أقف علي قدمين هنا، متحدثًا بثقة ورضا عن رحلة حياة مليئة بالتحديات والانتصارات.

عندما نغمر أنفسنا في المجهول بشجاعة، نجد أنفسنا قادرين على تجاوز ما كان يبدو مستحيلاً.

ولذا،
أشكر الله على نعمة الجهل التي جعلتني أتعلم وأتقدم، وأحقق النجاح رغم كل التحديات التي واجهتني منذ طفولتي وحتى يومي هذا ١٩-٧-٢٠٢٤

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى