رئيس المكتب السياسي للإخوان حلمي الجزار أدعم التيار الإصلاحي وتمنيت فوز بزشكيان، ولكننا نرفض دور إيران في سوريا
اعترف الدكتور حلمي الجزار رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في حواره مع “زاد إيران”، أن أداء الجماعة شابه القصور في التعامل مع طوفان الأقصى، لكنه أكد على أن بعض الدول التي تتمتع بالحرية، كان هناك تجاوب شعبي كبير وكذلك تفاعل من الإخوان مع طوفان الأقصى، مؤكدا في تناوله للشأن الإيراني أنه يدعم التيار الإصلاحي وكان يتمنى فوز مسعود بزشكيان.
فإلى تفاصيل الحوار:
أنت ممن يؤمن بفكرة تصالح الشعوب العربية مع الأنظمة الحاكمة، في الحالة المصرية من عليه أن يبادر بالتصالح، المعارضة أم النظام؟
هذه الفكرة سبق أن عرضها السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق وقال إن سبب نهوض الدول أن يكون هناك تصالح ومواءمة بين النظم الحاكمة والشعوب وهذا مُفتقد، فكان تعليقي ومن سيقوم بذلك؟ لأن الشعوب في وادي والأنظمة في وادي وظهر ذلك واضحًا في معركة طوفان الأقصى عندما أرادت الشعوب أن تدعم الحراك وتقدم المزيد من العون للقضية الفلسطينية والنظم كانت محكومة بمعاهدات دولية وبما يريده الأمريكان والكيان المحتل، وأنا أتصور أن من عليهم أن يقوموا بدور الوساطة هم حكماء الأمة، قد يكونوا أحزاب عاقلة أو جمعيات تعمل لهذه المصلحة أو نخب سياسية أو اتحادات كاتحاد العلماء المسلمين وغيرهم الذين عليهم أن يناقشوا الفكرة ويعرضوها على من بيدهم الحكم ويسألوهم سؤالا واضحًا: ما هي المساحة المشتركة التي بالضرورة هي مصلحة الوطن.
هل بدأت جماعة الإخوان المسلمين التحرك في هذا المسار؟
نحن أعلنا منذ فترة طويلة أننا كجماعة الإخوان نريد مصالحة شاملة بين كل الحكام والشعوب العربية والإسلامية لأنها تصب في مصلحة الأوطان وظهرت في برنامج تلفزيوني وأعلنت ذلك ولكن حتى الآن لم نلمس تقدمًا من جهة الحكام بشكل عام ولم نلمس تجاوبًا مع هذا الطرح.
-هناك من يقول إن النظام المصري طرح عدة مرات على الإخوان فكرة المصالحة لكنكم رفضتم!
لم يحدث ذلك كما أن التصالح ليس بين النظام والإخوان المسلمين، فالتصالح أوسع من ذلك والإخوان المسلمون جزء من الشعب المصري والشعب المصري جزء من الأمة العربية والإسلامية ونحن نريد مصالحة عامة تشمل كل قوى المعارضة والقوى الحاكمة وليست قاصرة على الإخوان فقط.
يرى البعض أن جماعة الإخوان المسلمين لم تستغل الحراك الشعبي الذي أحدثه طوفان الأقصى، وأنها استسلمت للظروف القائمة في الدول العربية؟
ربما يكون ذلك صحيحًا في بعض البلاد لكنه غير صحيح في بلاد أخرى، فالبلاد التي بها حرية وجدنا تجاوبًا مع الشعوب وانتشرت السردية الفلسطينية والإخوان المتواجدون في هذه البلاد شاركوا بالفعل مع الحراك الشعبي الداعم لفلسطين هناك، لكن في الدول العربية لم يحدث أي حراك نتيجة لقمع النظم لأي حراك داعم لفلسطين.
في ظل الانتخابات الإيرانية، البعض يقارن بين إيران والإخوان، تجاه أحداث غزة الأخيرة، فما رأيك؟
المقارنة هنا غير صحيحة، فإيران دولة إقليمية قوية ولها تأثيرها ولها أذرع، لكن الإخوان المسلمون في الأساس جماعة دعوية دعمت ولازالت تدعم الحق الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وليس حماس فقط، أما إيران لأنها دولة مؤثرة دعمت المقاومة بالسلاح والمال، ولا يمكن المقارنة بين الجانبين.
كيف تابعت انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة؟
تابعتها بعين المراقبة بين الإصلاحيين والمحافظين وأنا بطبعي أميل إلى الناحية الإصلاحية حتى في جماعة الإخوان المسلمين سواء قبل الثورة أو بعدها كنت ولازلت أتَبَنى ذلك الاتجاه؛ ولذلك كنت أتمنى فوز التيار الإصلاحي وقد نجح وأرجو أن يحدث ذلك نقلة نوعية في التأثير الإيراني في المحيط الذي نعيشه، لا شك أن إيران لها أذرع وتأثير، لا أقول إن تأثيراتها كلها إيجابية فلها سلبيات ضخمة في بعض البلاد ولها بعض الإيجابيات مثل دعم المقاومة الفلسطينية لذلك أرجو أن ينظر الرئيس الجديد بعين المصلحة العامة للأمة وليس للمذهب الشيعي وليس للمشروع الإيراني.
هل تعتقد أن فوز رئيس يُحسب على التيار الإصلاحي يمكن أن يؤثر على مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية؟
لا أتصور ذلك لأن السياسة الإيرانية لا تحكم بالرئيس، فالمرشد الأعلى من بيده الأمر، ولكن الرئيس يُسهِّل الأمر، وأظن أن الرئيس الجديد سيكون عونًا للمرشد في هذا الاتجاه.
كيف تُقيِّم جماعة الإخوان المسلمين الموقف الإيراني من طوفان الأقصى؟
الذي يُقيِّمه هم الفلسطينيون أنفسهم وهم قد قيَّموا الأمر بأنه إيجابي وجماعة الإخوان مع كل من يدعم القضية الفلسطينية، نحن نرحب بهذا الدعم إذا رحب به الفلسطينيون، والعكس نحن لسنا سعداء من موقف إيران تجاه بعض الدول العربية كسوريا وغيرها ونرجو أن تُصلح إيران مواقفها تجاه هذه البلاد.
هل ستشهد الفترة المقبلة تواصل إيراني إخواني؟
جماعة الإخوان المسلمين تعمل على التواصل مع الكل وربما وجود رئيس إصلاحي يساعد في هذا ونحن نمد أيدينا للكل من أجل مصلحة الأمة.
في ظل الأوضاع السياسية الراهنة والتحديات الداخلية والخارجية هل تعتقد أن مازال هناك فرصة حقيقية لجماعة الإخوان لاستعادة دورها القيادي في المنطقة؟
توصيف الدور القيادي لجماعة الإخوان مهم هل هو توصيف سياسي أم توصيف دعوي، الإمام حسن البنا وصف دور الإخوان المسلمين في ثماني نقاط من ضمنها العمل السياسي؛ لذلك لا يجب أن يُنظر للجماعة من المفهوم السياسي فقط علينا أن ننظر لها من المفهوم الدعوي والاجتماعي.
وأتصور أن نتائج الانتخابات الإيرانية والبريطانية مطلوب من الإخوان المسلمين أن يدرسوها جيدًا وأن يدرسوا بعض الخطوات الإيجابية تفاعلا مع هذه النتائج.