ماريان: مصر والمغرب والإمارات وإسرائيل تدعم اليمين المتطرف في فرنسا
نشرت صحيفة “ماريان”، وهي صحيفة فرنسية أسبوعية، في 8 يوليو 2024 مقالاً تحليلياً هاماً تناولت فيه علاقة مصر و المغرب و الإمارات و إسرائيل باليمين المتطرف في فرنسا، وتتحدث عن تمنيات هذه الأنظمة نجاح اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الأخيرة. فمنذ سنوات، زاد الثلاثي العربي:
المغرب ومصر والإمارات بالإضافة إلى إسرائيل من إبداء المودة والتعاطف تجاه حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي أصبح لاحقاً حزب التجمع الوطني في عام 2018، والذي حصل على 143 مقعداً في الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً في فرنسا في السابع من شهر يوليو الماضي.
ويمكن القول إن ما يجمع هذه الأطراف هو الانتهازية السياسية والمصالح الشخصية التي تأتي على حساب المبادئ والقيم الإنسانية. فعلى الرغم من كراهية الأجانب التي يتبناها بعض المسؤولين التنفيذيين في في هذا الحزب والاستراتيجية التي تستهدف المهاجرين من أصول شمال إفريقية والمسلمين عامة، فإن حزب الجبهة الوطنية لا يجد أي مواقف معارضة من تلك الديكتاتوريات العربية المذكورة، فهي مهتمة فقط بمصالحها الخاصة أكثر من اهتمامها بالتماسك الأيديولوجي والأخلاقي الافتراضي.
فبينما يجمع بين اليمنيين المتطرفين في فرنسا وحكام المملكة المغربية مصالح متبادلة من احتضان المملكة لهم واحتفائها بهم في مقابل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، تقف أنظمة الحكم في مصر والإمارات إلى جانب اليمنيين المتطرفين الفرنسيين لمحاربة تيارات الإسلام السياسي،
الذي تعتبرانه منذ الربيع العربي تهديدا لهيمنتهما. وعلى خلفية التنافس السياسي والاقتصادي الكبير مع قطر التي لا تتخذ نفس موقفهما من الإخوان في أفريقيا والشرق الأوسط، راهنت أبوظبي والقاهرة على مارين لوبان لمواجهة نفوذ الدوحة في فرنسا.
وقد ذهب التقارب الأيديولوجي الإماراتي من حزب الجبهة الوطنية إلى حد التمويل السري للحزب اليميني المتطرف من قبل أبو ظبي. ومن خلال الاستشهاد بمصر كنموذج لمحاربة الإسلام السياسي،
وضع حزب الجبهة الوطنية نفسه أيضاً في جيب الدكتاتور عبد الفتاح السيسي. فمع وصوله إلى السلطة في عام 2013 بعد انقلاب ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، المنتخب ديمقراطياً، جعل السيسي محاربة جماعة الإخوان المسلمين التي كان الرئيس السابق ينتمي إليها هاجساً كبيراً لنظامه.
ومنذ عام 2010، تقترب تل أبيب من الحركات السياسية الأوروبية اليمينية المتطرفة من أجل الحصول على دعمها لاستعمار واستيطان الضفة الغربية. فقد أعلن عميحاي شيكلي،
وزير الخارجية وعضو حزب الليكود (اليميني المتشدد برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو)، مؤخراً في صحيفة ‘تايمز أوف إسرائيل’ أن “الحكومة الإسرائيلية ستكون سعيدة برؤية مارين لوبان رئيسة لفرنسا”، مضيفاً: “أعتقد أنني ونتنياهو لدينا نفس الرأي”.
وهذا الإعلان عن التعاطف مع اليمين المتطرف في فرنسا تقابله مواقف من حزب الجبهة الوطنية المتطرف، في تأييد السياسات الإسرائيلية بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقامت بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، بما في ذلك حزب الجبهة الوطنية، بإسكات الأصوات التي تُتهم بـ “معاداة السامية” بين المتعاطفين معها، مفضلة دعم إسرائيل علناً ضد ما تسميه “الإسلاموية”.