مقالات ورأى

حمدي رزق يكتب “مفيش فايدة” !

الرواية الأقرب للتصديق ويرجحها مؤرخون، هو أن سعد باشا زغلول قال العبارة “مفيش فايدة” لزوجته “صفية زغلول” قبل وفاته، حين شعر بأنه يحتضر، ولا فائدة من الدواء..
أخشى “مفيش فايدة”، عندنا تجري وقائع صفقة بيع أثار خلسة فى حزب “الوفد” تحت صورة سعد باشا تحديدا (كما يظهر فى الفيديو الفضيحة)،

يصح القول “مفيش فايدة”، ولا فائدة ترجي من قرارات رئاسة الوفد بفصل المتورطين في الفضيحة وإحالتهم إلى النيابة.


يعز علينا القول “مفيش فايدة” وقيادات الوفد المعتبرة لاتزال تقف شاخصة دون حراك سياسي لإنقاذ الحزب من مهددات سياسية تكاد تقضى على ما تبقي من تاريخ، تحت وطأة فضائح أخلاقية وجرائم أخلاقية تنتهك سمعة الحزب هكذا علانية.


مفيش فايدة، وحزب الباشوات والعائلات الكريمة، والرموز الوطنية، يأوى تحت سقفه العالى مثل هذه النوعية الفاسدة التى تتاجر فى أثار الوطن بعد أن تاجرت بتاريخ الوفد كثيرا فى سوق النخاسة السياسية.


مفيش فايدة من قرارات وقتية تصدر بفصل المتورطين ذرا للرماد في العيون، وللتغطية على ما يجري فى الحزب العريق من ممارسات كشف عنها الغطاء بفيديو كارثي.


مقطع مصور خلسة لمن قيل إنهم قيادات في الحزب، وهم يتفاوضون على صفقة لبيع قطع أثرية، تخيل يحدث هذا فى حزب الحركة الوطنية ، وبيت الأمة، وتحت صورة سعد باشا زغلول.


مفيش فايدة، طالما قيادة الوفد على حالتها الراهنة، ويحدث مثل هذا الجرم تحت جناحها، المسئولية السياسية عن هذه الجريمة تقع على عاتق هذه القيادة التى لا تعي موقعها من الإعراب السياسي والحزبي كونها تمثل أقدم وأعرق الأحزاب ربما فى الشرق كله.
فى مثل هذه الفضائح الكريهة عادة تستقيل القيادة امتثالا لمسئوليتها،

وتضرب مثلا فى الطهارة السياسية، وثيابك فطهر ، فكرة ونحن على قلبها لطالون، على قلب الوفد، لا تستقيم سياسيا ولا أخلاقيا.. ما جري جوه الوفد.. وأقله “فيها رفت” لكى يحيا الوفد.


حسنا تبرأت قيادات الوفد من خارجه “الوفديون الأصلاء” من تبعات هذه الفضيحة، وصح قولهم فى بيانهم: “لم يعد من الممكن قبول ما وصلت إليه الأوضاع في حزب الوفد في ظل قيادته القائمة.


فلم يتوقف الأمر عند سوء الأداء السياسي، وتردي الوضع المالي، وتخبط القرارات، والخروج الدائم على أحكام لائحة النظام الداخلي وهي (دستور الوفد).


كل ذلك حدث ويحدث يوميًا ولكن ما ينشر الآن على وسائل التواصل الاجتماعي من سلبيات مخزية، وما يدور حولها من جدل بين الوفديين، يتعدى كل الحدود، ويسيء إساءة بالغة إلى سمعة الوفد، ويشيع الفرقة بين أعضائه”.


البيان الذى أصدره السادة، (عمرو موسى، الرئيس الشرفي للحزب، محمود أباظة، الرئيس الأسبق للحزب، ومنير فخري عبدالنور، السكرتير الأسبق للحزب)، يرسم المشهد الكئيب داخل الحزب العريق، ويضع الوفديين الأصلاء أمام مسئوليتهم التاريخية لإنقاذ الحزب.


نصا من البيان : «لقد تبدد أي أمل في إصلاح قيادة الوفد الحالية ، وأصبح تغييرها ضرورة ملحة لإنقاذ الحزب. ولا يخفى على أحد أن من أتى من غير الوفديين بتلك القيادة وما زال يدعمها تلميحًا وتصريحًا بدأ يظهر دوره الفاعل في هذا الإفساد بوضوح».
نفرة الثالوث الكبير إلى إنقاذ الحزب العريق محمودة،

ولكن إذا توقفت عند حدود إصدار البيان، وإبراء الذمة، وكفي المؤمنين شر القتال، هذا ما نسميه “التولي يوم الزحف”، الوفد يحتاج اليوم قبل الأمس، إلى تشكيل “كتلة وفدية حرجة” تعمل على إنقاذ الحزب، وإحداث تغيير بالطرق القانونية الشرعية، بالدعوة إلى إنتخابات مبكرة، تفضي إلى التغيير الذى ينادي به البيان.


البيان أقرب إلى صيحة، أخشى لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي، وتعود الحياة إلى طبيعتها فى الحزب، والمتهمون أمام النيابة، ويا دار ما دخلك شر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى