مقالات ورأى

أيمن نور يكتب: حسن نافعة.. قتل بلا دم

في حوار مؤثر مع موقع “ذات مصر”، كشف الدكتور حسن نافعة، الأستاذ الجامعي المحترم ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن معاناته المستمرة بعد خروجه من اعتقال ظالم دام ستة أشهر نافعة،

الذي يعد من أبرز أساتذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، تعرض لسلسلة من الإجراءات الأمنية التعسفية التي تمثل إهانة وظلم فادح في حق هذا الرجل الرائع،

الذي أسهم في العديد من المبادرات السياسية التي مهدت لثورة يناير، مثل رئاسته للحملة المصرية ضد التوريث والجمعية الوطنية للتغيير…

الدكتور حسن نافعة، الذي يبلغ من العمر نحو الثمانين عاما، وجد نفسه ممنوعا من التصرف في أمواله الخاصة، ومن السفر، ومن الكتابة في الصحف ووسائل الإعلام، وحتى من الحصول على رخصة قيادة السيارة كما ذكر في حديثه: “

انتهت رخصة سيارتي فذهبت للمرور كي أجددها فقالوا لي: أنت محظور من استخراج رخصة… ذهبت للنائب العام كي أعرف السبب أو أجد حلا فلم أجد”…

هذا الذي يتعرض له الدكتور نافعة هو أمر مخجل وعيب ووصمة عار وصفعة لأي حديث عن حوار وطني أو عودة المعارضة في الخارج إلى مصر لا يصح أبدا أن يتم التعامل بهذه الطريقة مع رجل بقيمة حسن نافعة وفي هذا السن.

إنه لم يرتكب جريمة سوى أنه صاحب رأي وموقف، ومعياره هو العلم الذي تعلمه وعلمه لأجيال عديدة…

تساءل الدكتور نافعة بحزن: “أنا اليوم رجل مسن اقتربت من الثمانين عاما ألقى إهانة في المقرات الأمنية وعندما أكتب تغريدة يتصلون بي لحذفها ويهددون…

أنا حزين ويائس وحزين من البلد ومحتاج أهاجر”. إن هذه الكلمات تعبر عن مدى الألم والإحباط الذي يشعر به هذا العالم الجليل…

عندما يتحدث معي البعض عن ضرورة العودة للوطن والعمل من داخله، أنظر لما يتعرض له شخص متوازن وعاقل وعالم بحجم حسن نافعة، وأشعر أن أمر العودة هو والانتحار سواء بسواء إن الظلم الذي يعانيه هذا الرجل المبدع والمتفاني هو انتهاك لكرامة الإنسان والعلم…

لا تقتلوا حسن نافعة كما مات قهر الدكتور حازم حسني الدكتور حسن نافعة يستحق كل الاحترام والتقدير لما قدمه من علم وإسهامات جليلة، وما يتعرض له من تعسف يعد انتهاكا لكرامة الإنسان والعلم. نرجو أن يتحرك الضمير الحي لإنصاف هذا العالم الجليل ورفع الظلم عنه…

حين ننظر إلى تجارب الدول الأخرى في التعامل مع علماء السياسة والمفكرين، نجد أمثلة تعكس التقدير العميق لمساهماتهم في فرنسا، تم تكريم الفيلسوف والمفكر جان بول سارتر على نطاق واسع،

حيث لم يتم تعريضه لمثل هذه الإهانات رغم آرائه النقدية. سارتر، الذي كان ناقدا قويا للعديد من السياسات الفرنسية، تم احترامه وتقديره من قبل بلده، حيث أعطي حرية التعبير والمساهمة في الفكر السياسي دون أي قيود أو تضييقات…

هذا التقدير لم يكن فقط تقديرا لشخص سارتر، بل كان احترام للعلم والفكر الذي يقدمه أن احترام وتقدير العلماء والمفكرين هو واجب وطني، وتجاهل ذلك يعكس ضعفا في التقدير لقيمة العلم والفكر.

نأمل أن يتعلم وطننا من هذه التجارب ويعيد النظر في كيفية التعامل مع علمائنا ومفكرينا، ليظل العلم منارة تضيء دروب الأجيال القادمة…

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى