نتنياهو يحاول تخريب محادثات وقف إطلاق النار في غزة عبر فرض مطالب “غير قابلة للتفاوض”
يواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهامات بمحاولة تخريب المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال فرض مجموعة جديدة من المطالب التي وصفت بأنها “غير قابلة للتفاوض”. وذلك قبيل انطلاق المحادثات غير المباشرة الحاسمة مع حركة حماس، والتي من المقرر أن تُجرى عبر الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة.
قام نتنياهو بنشر خطوطه الحمراء الخمسة التي يرى أنها يجب أن تكون جزءًا من أي اتفاق محتمل. ومن بين هذه المطالب ضمان عودة دولة الاحتلال للقتال حتى تتحقق جميع “أهداف” الحرب، والتي يرى الجيش الإسرائيلي أن بعضها غير قابل للتحقيق. كما طالب نتنياهو بضمان منع تهريب الأسلحة عبر مصر إلى حماس، وعدم إمكانية عودة “آلاف المسلحين” إلى المناطق التي سيطر عليها الجيش في غزة. وحدد نتنياهو أيضًا خطه الأحمر الرابع في زيادة “عدد الأسرى الأحياء الذين سيعادون من أسر حماس”. وأخيرًا، قال نتنياهو إن الخطوط العريضة التي وافقت عليها حكومة الاحتلال في مقترح الاتفاق والتي دعمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، سمحت بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دون “الإضرار بالأهداف الأخرى للحرب”.
وأكد مصادر أمنية إسرائيلية أن نشر هذه المطالب المتشددة، والتي يبدو أنها تراجع عن العروض الإسرائيلية السابقة، يهدف إلى تأخير التوصل إلى اتفاق قريبًا وتقويض فرص تحقيقه. وأضافت المصادر أن هذا “سلوك غير لائق من شأنه أن يضر بفرصة إعادة الأسرى إلى ديارهم”.
من جانبه، قال مسؤول أمني إسرائيلي آخر إن “نتنياهو يتظاهر بأنه يريد صفقة، لكنه يعمل على نسفها”. وتعرض الشرط المتعلق بتهريب الأسلحة عبر مصر، والذي لم يكن جزءًا من المفاوضات مع حماس، لانتقادات لكونه يضر بالاتصال مع القاهرة، الوسيط الرئيسي في المحادثات.
وقال مصدر لموقع Ynet الإخباري العبري إن “موقف نتنياهو ضر بالحوار الذي يجري مع القاهرة ويؤثر سلبًا على جميع المحادثات”. كما ورد أن بيان نتنياهو أثار غضب الوسطاء، الذين قالوا إن مطالبه قد تعرقل التقدم الذي تم تحقيقه بشق الأنفس في المحادثات خلال الأسابيع الأخيرة.