مصرمقالات ورأى

دكتور أيمن نور يكتب: قراءة بعد 11 عامًا من 3-7: هل 3-7 انقلابًا على 30-6؟ ‼️

في مشهد محفور في الذاكرة الجمعية، -رغم مرور ١١ عاما-
وقف الرجل وسط عدد من الجلوس، والوجوم يخيم على كل الوجوه. كانت كل الاحتمالات مفتوحة، والاختيارات كذلك، وإن كان الانتقاء الواضح للحضور يعطي انطباعًا مسبقًا عن مسار البيان الذي أعد في جلسة سرية.

التوقعات اتجهت إلى أن الرجل سيستجيب للمطالب التي رفعت في 30 يونيو، وتراوحت بين :
الدعوة إلى استفتاء فوري، أو الذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة.


-إلا أن البيان ذهب إلى ما هو أبعد بكثير من تلك الاحتمالات، معطلًا الدستور، بدلاً من تعديله،
وتعيين رئيس مؤقت، بدلاً من انتخاب رئيس جديد، أو حتي الاستفتاء على رحيل الرئيس المنتخب.

قراءة في نص البيان

عند قراءة متأنية و بعد ١١ عاما لنص “الوثيقة” – البيان، نجد الآتي:
1▪️. البيان صادر عن القوات المسلحة، وباسمها، وليس عن القوى السياسية التي شاركت، والاجتماع برعاية القوات المسلحة أو بمشاركتها.

  1. ▪️البيان مكون من ثماني فقرات، من الفقرات الأولى إلى الخامسة، تبرير لتدخل الجيش، وتأكيد أن دوره ليس الحكم، بل حماية مطالب الثورة.
  2. الفقرة السادسة من البيان، وهي الأهم، تحدد ملامح ومطالب الشعب، وتعهدات القوات المسلحة.
    و شملت هذه الفقرة ست عشرة نقطة وتعهدا ، معظمها لم يكن من بين مطالب 30 يونيو، ‼️
    وبعضها كان تأشيرًا عكس خط السير الذي آلت إليه الأمور.
    خلال السنوات ١١ الماضية

وعود لم تتحقق

النقطة العاشرة في البيان تحدثت عن تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية،
تضم شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية. بعد مرور ١١ عاما، لم تشكل هذه اللجنة، ولم تظهر أي مؤشرات على السعي إلى القبول بأي أدوار أو مبادرات. في هذا الاتجاه بل يتم الإجهاز على أي أصوات عاقلة، لإرهابها وإسكاتها، واغتيال أي بادرة في هذا الاتجاه.
(وهنا اشير ببالغ الاهتمام والاحترام لمقال مهم نشره امس الباحث والسياسي دكتور عمرو هاشم ربيع)
النقطة التاسعة تحدثت عن اعتبار الشباب شركاء في القرار والدولة، بينما الحقيقة أن الشباب، خصوصًا شباب الثورة، أصبحوا بين سجينٍ أو قتيل أو مصاب.
حتى أولئك الذين ظهروا في مشهد 3 يوليو لم ينالوا ما وعدوا به، وأصبح الحديث عن إدماج الشباب أضحوكة.

النقطة الثامنة تتحدث عن كفالة حرية الإعلام بما يحقق المصداقية والحياد. ما شاهدناه هو أسوأ إعلام منحاز، واستقطابي، يعبر عن صوت واحد، ويمتد من الصحافة المكتوبة إلى الشاشات، بل وصل الأمر إلى توجيه الدراما.

النقطة السابعة تحدثت عن البدء بالانتخابات البرلمانية، لكن ما حدث هو العكس، حيث تم البدء بالانتخابات الرئاسية وتأجيل البرلمانية.

النقطة السادسة تحدثت عن تشكيل لجنة تضم كل الأطياف لمراجعة التعديلات الدستورية، لكن اللجنة التي تشكلت عبرت عن طيف سياسي واحد، وأقرت دستورًا جديدًا، وليس تعديلات دستورية كما أشار البيان.

إقصاء وعنف

شهدت مصر منذ 3 يوليو 2013، إقصاءً وعنفًا غير مسبوقين . و امتد الإقصاء إلى كل من يختلف في الرأي، وليس في الاتجاه أو الفكر.
وبتنا نشهد كل أنواع الإقصاء، والاغتيال المعنوي، وتقسيم أبناء الوطن بمنطق (من ليس معي فهو ضدي)، ومن هو ضدي هو ضد الوطن والشعب‼️وليس من أبناء مصر، بل خائن، أو عميل، أو إرهابي.

ختام البيان

الفقرة الأخيرة من البيان توجه التحية والتقدير لكل من: رجال القوات المسلحة، رجال الشرطة، والقضاة الشرفاء المخلصين.
و هذه الفقرة حددت شكل النظام الحاكم وأدواته بعد 3 يوليو. و يبدو مستغربًا أن توجه القوات المسلحة التحية لنفسها
، لكن اللافت والخطير هو إقحام القضاة في قلب الصراع السياسي، وتقسيمهم إلى قضاة شرفاء ومخلصين وغير شرفاء.

و اخيرا

كان 3 يوليو مسارًا انقلابيًا واضحًا حتي على 30 يونيو. ولكن هل صدق حتى هذا الانقلاب فيما أعلنه من مبادئ والتزامات؟ للأسف، لم يحدث

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى