حزب العمال البريطاني يُحقق فوزًا ساحقًا ويتولى السلطة بعد أكثر من عقد من المعارضة
أظهرت النتائج الرسمية حصول حزب العمال البريطاني على فوز ساحق في الانتخابات، وصوله للسلطة بعد أكثر من عقد من المعارضة. يبدو أن الناخبون المُنهَكون منحوا الحزب هذا الفوز الكبير، لكن العمال سيواجهون مهمة ضخمة تتمثل في إنعاش الاقتصاد المتعثر والأمة المحبطة.
سيتولى زعيم حزب العمال كير ستارمر منصب رئيس الوزراء رسميًا في وقت لاحق من اليوم، وهو يقود حزبه للحكومة بعد أقل من 5 سنوات من تعرضه لأسوأ هزيمة له منذ قرنٍ تقريبًا.
وسط التقلبات العاصفة للسياسة البريطانية، سيتسلم ستارمر المسؤولية في 10 داونينغ ستريت بعد ساعات من إعلان فوز حزبه وخروج زعيم المحافظين ريشي سوناك.
اعترف ستارمر في خطابه بأن “هذا التفويض الكبير يأتي مصحوبًا بمسؤولية هائلة”، مؤكدًا أن استعادة ثقة الناس هي “المعركة التي تحدد عصرنا”.
وقال ستارمر إن حزب العمال سيقدم “أشعة الأمل” التي ستتعاظم تدريجيًا. وأقر سوناك بالهزيمة، مؤكدًا أن الناخبين أصدروا “حكمًا صارمًا”.
يواجه ستارمر تحديات جسيمة؛ فالناخبون منهكون ويتطلعون للتغيير، في ظل أوضاع اقتصادية قاتمة وتزايد عدم الثقة في المؤسسات.
وشهدت بريطانيا سنوات عصيبة، بعضها بسبب أخطاء المحافظين والبعض الآخر لا علاقة لهم به، ما جعل الكثير من الناخبين متشائمين إزاء مستقبل بلادهم.
أضر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والجائحة، والغزو الروسي لأوكرانيا بالاقتصاد، فيما أثارت فضائح رئيس الوزراء السابق جونسون غضب الناس.
وصدمت تصرفات رئيس الوزراء المؤقت تروس الاقتصاد بتخفيضات ضريبية جذرية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر وتراجع الخدمات الحكومية، ما عزز انتقادات “بريطانيا المكسورة”.
بالرغم من التحولات اليمينية في أوروبا، فإن التيارات الشعبوية الخفية الواسعة في بريطانيا قد أضرت بالمحافظين.
وأظهرت استطلاعات الخروج أن حزب العمال مقبل على فوز كاسح بنحو 410 مقاعد من أصل 650 في مجلس العموم، مقابل 131 مقعدًا للمحافظين.
هذه النتيجة كارثية بالنسبة للمحافظين، الذين عوقبوا من قبل الناخبين على 14 عامًا من سياسات التقشف، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والجائحة، والفضائح السياسية، والانقسامات الداخلية. وتترك هذه الهزيمة التاريخية الحزب منهكًا ومشتتًا، ما سيثير منافسة فورية لاختيار زعيم جديد.