مصر

حكاية وزير.. السر وراء تقلد “الوزير” 3 مناصب رفيعة في الحكومة الجديدة

بعد خمس سنوات قضاها في منصب وزير النقل، توسعت مسؤوليات كامل الوزير في التعديل الوزاري الأخير لتشمل وزارة الصناعة، بالإضافة إلى تعيينه نائبًا لرئيس الحكومة. هذا التوسع في صلاحياته يعكس مسار صعوده المستمر منذ 2014، عندما تولى رئاسة أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعد وصول السيسي إلى السلطة.

في العام التالي، تولى الوزير رئاسة الهيئة الهندسية، التي أصبحت المحرك الرئيسي لتنفيذ مشروعات الدولة المختلفة، وخاصة تلك التي تُعتبر مشروعات قومية مثل قناة السويس الجديدة. قام الوزير بالإشراف على تنفيذ هذا المشروع خلال سنة واحدة، تنفيذًا لأمر السيسي الذي أوضح لاحقًا أن السرعة كانت لتحقيق أهداف معنوية أكثر منها اقتصادية.

الحوارات العلنية بين السيسي والوزير كانت تعكس العلاقة الودية بينهما، كما ظهر في لقاءاتهما المتكررة أمام الكاميرات. من الأمثلة البارزة على ذلك، طمأنة السيسي للوزير عندما توقف العمل في أول أيام حفر أنفاق الإسماعيلية، حيث قال له “وحياة دموعك يا كامل هننجح”.

الظهور العلني المتكرر للوزير في المشروعات القومية ومفاوضاته مع الأهالي، كما حدث في جزيرة الوراق، ساهم في إبراز صورته كقائد ميداني قوي. بعد استقالة وزير النقل السابق هشام عرفات في فبراير 2019، عقب حادث قطار محطة مصر، أعلن السيسي عن تعيين كامل الوزير في المنصب، معبرًا عن ثقته الكبيرة فيه بقوله “أنا أعطي هذه الوزارة واحد من أحسن ضباط الجيش”.

منذ توليه وزارة النقل، أظهر كامل الوزير حزمه العسكري في التعامل مع القضايا المختلفة، سواء في جولاته التفقدية أو في مواجهته لمن يشك في تقصيرهم. تجلى هذا الحزم في تعامله مع عمال ورش كوم أبو راضي أمام الكاميرات، حيث انتقدهم بشدة لتنظيمهم وقفة احتجاجية رغم اتفاقهم المسبق معه.

بهذا الحزم والجدية، واصل الوزير تنفيذ العديد من مشروعات النقل القومية، مثل “المونوريل” والقطارات الكهربائية، والتي اعتمدت بشكل كبير على الاقتراض. حسب البيان الإحصائي للموازنة العامة، فإن القروض التي تتلقاها وزارة النقل تشكل نحو 91.5% من إجمالي القروض خارج الموازنة للعام المالي 2024/2025، بما يعادل 216.516 مليار جنيه.

رغم عدم وضوح العلاقة بين وزارتي النقل والصناعة أو السبب الفعلي لدمجهما تحت قيادة الوزير، يبقى الاحتمال الأكبر أن يكون الهدف هو إدارة القطاع الصناعي المتعثر بنفس الحزم الذي اشتهر به كامل الوزير. وفي محاولة لطمأنة القلقين من حجم مسؤولياته الجديدة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى