مقالات ورأى

يحيى حسين عبد الهادي يكتب : المرضُ قديم

(دَعَّمْتَها بِالواهنِين وصُنْتَها بالضائعِين لكـى تُطيِلَ بقاءَها .. إنْ كان هذا للبقاءِ فَيا تُرى ما كُنتَ تفعلُ لو أردتَ فَنَاءَها)-

كامل الشناوي بعد أحد التعديلات الوزارية.
بمناسبة ما أُثير حول وزير التربية والتعليم الجديد، عُدْتُ بالذاكرة إلى سبتمبر ٢٠١٥ عندما تم اختيار الدكتور/ الهلالي الشربيني الشربيني الهلالي وزيراً للتربية والتعليم ..

فانفجر الفضاء الإلكتروني بنماذج من أخطائه الإملائية الفضائحية الكارثية التي تضمنتها صفحته قبل تعيينه وزيراً .. كان الإعلام يُغرغر لكنه لم يَمُتْ بعد ..

فاستضاف أحدُ البرامج التليفزيونية المثقفَ الكبير وأستاذ الطب النفسى المشهور الدكتور يحيى الرخاوى ليُعَقِّب، فقال الرجلُ بمنتهى الجِدِيَّة: (أطلب من د. الهلالى أن يُقدم استقالته فوراً بشرفٍ وشجاعةٍ ويرفع الحَرَجَ عن من عَيَّنَه،

فليس عيباً أن يخطئ الرجل فى الإملاء ولكن العيب أن يصبح وزيراً للتعليم بالذات وليس أى وزارةٍ أخرى) .. وأضاف: (فليذهب أولاً ليتعلم اللغة العربية وأنا مستعدٌ لمساعدته بعددٍ من الكتب فى هذا المجال) ..

من يعرف د.الرخاوي يعرف أنه كان أميناً في نُصحه وصادقاً في عَرضِه ولَم يكن يَسخر.
ولمَّا سألته المذيعة: (وماذا لو لم يتقدم باستقالته؟)

.. قال د. الرخاوى بتلقائيةٍ: (إذن على الرئيس أن يُقيلَه فوراً .. الليلة وليس غداً) .. وأضاف بنبرة حُزنٍ نبيلٍ: (لا يمكن أن يشرق صباحُ غدٍ على مصر وهذا الرجل وزيرٌ للتربية والتعليم بها).


ما حدث هو أن صباح مصر أشرقَ عاماً ونصف والهلالى الشربينى مستمرٌ في منصبه مستنداً إلى ثقة القيادة السياسية ودعم الجهات السيادية .. أما الذى احتجب إلى أن مات فهو الدكتور يحيى الرخاوى (رَحِمَه الله).


يا سادة .. أصلُ الداء أن معيار الاختيار هو الولاء التام قبل الكفاءة .. ويا حبذا لو بدونها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى