السفير جمال بيومي لـ”أخبار الغد”: الأحداث الجارية لا تؤثر على الدولار ولا يجب تنفيذ قرار غلق المحال التجارية
شهد الاقتصاد المصري في الفترة الأخيرة حالة من الانخفاض لقيمة الجنيه المصري، مما أثار الكثير من التساؤلات حول المستقبل الاقتصادي للبلاد.
في هذا السياق، أجرى موقع “أخبار الغد” حواراً مع السفير جمال بيومي، الأمين العام لمستثمري العرب ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لمناقشة رؤيته حول الأوضاع الاقتصادية الحالية والتحديات التي تواجه مصر.
حوار مع السفير جمال بيومي: رؤى حول الاقتصاد المصري وأزمة غلق المحلات التجارية
في البداية، السفير جمال بيومي، الجنيه المصري شهد في الأيام الماضية انهياراً كبيراً.
ما توقعات سيادتك للفترة المقبلة؟
جميع العملات تتقلب.
الروبل الروسي كان يساوي دولاراً ووصل إلى 160 روبل والآن 85 روبل.
الليرة اللبنانية كانت 2,30 ليرة للدولار والآن أصبحت 45 ألف. الليرة التركية نفس الشيء.
أرفض فكرة الانهيار، المسألة مسألة عرض وطلب.
ثانياً، هل ترى أن من الممكن تحسن الحالة الاقتصادية لمصر في الفترة المقبلة؟
من الممكن جداً.
مصر ليست اقتصاداً شاذاً عن باقي الاقتصاديات. كنا نسير بمعدلات طيبة ووصلنا في معدل النمو إلى 7% وهو معدل جيد جداً.
العالم كله أصيب بأكثر من كارثة: أزمة كوفيد-19 التي أصابت العالم بالكامل وعطلت السياحة والطيران، والحرب القائمة بين حلف الناتو وروسيا التي تسببت في أزمة غذاء وأزمة طاقة عالمية، مما أثر علينا وعلى الملاحة في قناة السويس.
منطقتنا العربية غير مستقرة أيضاً، سوريا فيها أربع جيوش أجنبية، وتركيا تحتل شمال ليبيا، والسودان منقسم، واليمن كذلك.
أما مصر، إلى الآن تقف على أقدامها بجيشها واقتصادها وكذلك بلدان الخليج العربي البترولية، وربما المغرب والجزائر.
لكن أكثر من نصف العالم العربي غير مستقر، مما يؤثر علينا.
مصر تعمل على تحسين أدائها والاعتماد على سواعدها الداخلية، وتحاول أن تساهم في تحسين الأوضاع العالمية والإقليمية.
ثالثاً، هل يوجد حالة من التباطؤ مقارنة ببعض الدول الأخرى؟
بالعكس، مصر أفضل من أي معدل نمو في العالم. معدل النمو في مصر وفقاً لتقارير الصندوق والبنك الدولي أفضل من كثير من الدول.
أوروبا معدل النمو بالسالب، لكننا ما زلنا نحافظ على 3% أو 4%، ويمكن الوصول إلى 5%.
مصر أسرع في معدل النمو من أي دولة حولنا.
المشكلة لدينا مشكلة السكان، ففي العشر سنين الأخيرة أنجبنا أكثر من 25 مليون طفل، ضعف عدد سكان اليونان مرتين.
رابعاً، سيادة السفير، هل ترى أن هناك حالة من التباطؤ في اتخاذ القرارات؟
لا، لأن اتخاذ القرار ليس سهلاً.
القرارات ليست اقتصادية فقط، بل سياسية كذلك.
مصر تحاول أن تجد ما يلائم الشعب وما يستطيع تحمله.
العلاج الاقتصادي نعلمه جميعاً، لكن السؤال هو هل يستطيع الشعب تقبله وتحمله أم لا؟ لذا القرار قد يأخذ وقتاً.
خامساً، هل تعتقد أن قرار غلق المحال التجارية في العاشرة مساءً سيؤثر على الاقتصاد المصري؟ وما تعليق سيادتك على ذلك؟
لا أوافق على اتخاذ هذا القرار ولا أؤيده بالمرة.
الآن الاقتصاد يجب أن يكون حراً تماماً لأن ذلك سيؤثر على السياحة عند غلق المحلات التجارية.
سادساً، من وجهة نظر السفير جمال بيومي، إلى متى سيظل الاقتصاد المصري على هذا الحال؟
رأيي أن الاقتصاد المصري في أفضل حال ممكن وفقاً للتحديات التي نمر بها، وسيتحسن مع تحسن الأحوال العالمية والإقليمية والداخلية.
سابعاً، هل استمرار الأوضاع في فلسطين والسودان وسوريا تؤثر على سعر الدولار؟
لا، لا يؤثر على الأداء الاقتصادي. لا توجد علاقة بين الحرب في فلسطين وسعر الدولار.
ثامناً، من وجهة نظر سيادتك، ما هي أسباب ارتفاع سعر الدولار؟ وما توقعاتك بشأن انتهاء الأزمة؟
المسألة مسألة عرض وطلب.
يجب توفير صادرات تغطي احتياجاتنا من الواردات.
غير ذلك، ليس من الممكن استقرار سعر الصرف إلى أن يكون لدينا صادرات تكفي احتياجاتنا من الواردات.