هناك شيء ما -مع الأسف- لم نعتد عليه طوال حياتنا، فمن عاش في بيئة تتمتع في الحُرية لا يمكنه أن يعيش أو يتأقلم في بيئة لاتتمتع في الحُرية مُستحيل يستطيع الإنسان الحُر أن يعيش في بيئة غير حُرة لابل تخنق حُريته،
هناك شعوراً عاماً أشعر به للأمانة بأن الوضع غير طبيعي ولايتناسب مع ماجُبلنا عليه طوال حياتنا وتاريخينا.
طبعا سيخرج لي المُنافقون والمُطبلون وحارقي البخور وبلاعي البيزة والدينا والدرهم والدولار ليقولوا تحمد ربك ماكل شارب نائم وكأني بهيمة في إحدى زرائبهم وجواخيرهم،
يعايرونني بحقي في الحُرية التي لا قيمة لها عندهم فهم اعتادوا على أن ينقادوا كالأنعام في سوق النخاسة الإعلامية التي يتحدثون بها كثر ما يتم تلقيمهم بالدينار والدرهم والدولار.
في إحدى السنوات اتفقت مع إحدى القنوات الفضائية لتقديم برنامج حواري أستضيف به نوابا وإعلامين ونشطاء ومن أول حلقة وجدت هناك من يوجهني لطرح أسئلة على ضيوف البرنامج وأنا على الهواء مباشرة،
ورفضت ذلك طبعاً ولم أستجب لطلب المخرج الذي يتلقى أوامره من مُلاك القناة، ومن خلصت من تقديم تلك الحلقة اليتيمة خرجت من باب تلك القناة ولم أعد لها مطلقاً حتى أني لم أتصل لأعتذر عن استمراري بالعمل معها وهم في المقابل لم يتواصلوا معي حتى للاستفسار عن عدم إكمال العمل معهم
ففهمت من وقتها بأن ليس كل ما نسمعه أو نقرؤه أو نشاهده من الإعلام بالضرورة يكون صحيحاً والمؤكد بأن معظم ولا أريد أن أقول كل الإعلام بكل تصنيفاته المرئي والمسموع والمقروء موجه نعم 99.99 % موجهاً لحساب أجندات خاصة،
لذلك قُتل الإبداع في الوطن، وبعدها أخذت على عاتقي كحقوقي منذ سنوات أن أتبنى مشروع تعديل القوانين المُقيدة للحُريات التي هي مربط فرس الأبداع ولا زلت مُتمسكاً بهذا الشروع الذي أسير ورافع رايته ومعي كمْ زميل للأمانة لكي لا أدعي البطولة المطلقة لي، سواء كان ذلك عبر مجلس الأمة أو الحكومة أو حتى ممارسة حقي المشروع في المشاركة مع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أو عبر التغريدات التوعوية.
المراد تراجعنا في كل المستويات سبب الأول والأساسي والرئيس ليس مجلس الأمة كما يروج الإعلام الفاسد لابل هي البيئة وما أدراكم ماهي البيئة،
أن كانت البيئة بيئة حُرية تعال شاهد الإبداع في كل شيء، طبعاً هناك استثناءات ولكن تظل بيئة الحُرية هي البيئة الرئيسة والأساسية لأي إبداع.
فهل نحن في بيئة حُرية لكي تتفجر إبداعاتنا؟
اترك لكم الإجابة…