مصر

هشام قاسم: النظام نجح في صناعة معارضة شكلية ولن يستمر الوضع طويلا

في حلقة تلفزيونية خاصة في الذكرى الحادية عشر لأحداث 30 يونيو على قناة الشرق، حاورت الإعلامية دعاء حسن، السياسي والناشر هشام قاسم. حول مستقبل الحياة الحزبية والسياسية في مصر.

– “أستاذ هشام، أهلا بك معنا في هذه التغطية أو الندوة التي نناقش فيها حصاد عشر سنوات.”

  • هل تمكن النظام الحالي من صنع معارضة تناسبه؟
  • هل نجح في إيجاد معارضة للمعارضة؟
  • أو حتى في خلق معارضة مزيفة تُقدم كأنها تعارض النظام؟ أ
  • أقصد المعارضة الصورية أو الكرتونية. هل حقق النظام نجاحًا في هذا الأمر أم أخفق؟

هشام قاسم يعني في كل دول العالم بنشوف إن المعارضة الدور الأساسي اللي بتلعبه، هو تصحيح مسار من في الحكم، أما لو الحكاية مسألة ديكور فقط، فينتفي الغرض الأساسي من المعارضة،
ويبقى خطأ آخر من أخطاء الأنظمة الشمولية التي تؤدي إلى سقوطه.

الأنظمة العسكرية عندهم أعتقاد أن أي نصح بيكون من أجل إزاحتهم من الحكم، لذلك فهو يحاول خلق معارضة من أجل الشكل وليس للغرض الأساسى التى تقوم عليه فكره المعارضة.

دعاء حسن: لو تحدثنا عن الداخل في مصر الحقيقة في اسماء كتيرة محترمة
وكيانات وأحزاب وكان لهم دور واضح جدا من قبل ثورة 25 يناير وحتى بعد الثورة ليه الاحزاب والأسماء والكيانات دي
الآن مش قادرة انها يكون لها دور فعال امام النظام الحالي.


هشام قاسم كل اللى حصل في السنوات الماضية، أولاً، حدث تجريف لكل المؤسسات الحكومية. رغم أن وضعها كان ضعيفاً، إلا أنها كانت موجودة قبل العشر سنوات الماضية. كانت قائمة على ميراث مصري قديم،

حتى لو سرنا في نظام الحزب الواحد لسنوات. حدثت أشياء مثل انفتاح القضاء في الستينات، لكن دائماً كانت هناك محاولة لإبقاء الدولة كلها في إطار التنظيم السياسي الواحد. في النهاية، كان هناك ميراث برلماني وقضائي.

في السنوات الأخيرة، تم العصف بكثير من هذه الأدوات، وأصبح الوضع في غاية الصعوبة. كثير من المعارضين إما في السجن أو تركوا البلد. هناك معارضون غادروا البلاد في اللحظة الأخيرة، ونسمع قصصاً عن أشخاص لو تأخروا نصف ساعة لكانوا في السجن الآن بدلاً من الخارج.

هذا الوضع أثّر سلبًا على قدرة المعارضة في التفاعل، وبالطبع ترك أثرًا سلبيًا على النظام القائم. ومع ذلك، من منظور آخر، إنها حالة كما يُقال “البلد جرفتنا في دوامة”. استفقنا فجأة ونحن نتساءل بحيرة: كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟


واعتقد أن المعارضة ستلعب دورًا أكبر في الفترة القادمة. نعم، لكن الأهم أن تكون معارضة مبنية على أسس وبرامج حقيقية، وليس مجرد ترديد لأيديولوجيات فارغة.

دعاء حسن: ما هي الأدوات التي تمتلكها المعارضة المصرية في الداخل، ولكنها لا تحسن استخدامها كأحد أساليب الضغط على النظام؟

الحقيقة أنا مستغرب جداً من تقسيمة الداخل والخارج. ومش فاهم على أي أساس اتعملت
واللي بيقولها من الداخل إنه لازم تتنحى معارضة الخارج. طيب هو يقدر يقول كده للمنافقين والمطبلاتية اللي بيدعمهم النظام حالياً في الداخل؟

يعني كان الأولى إنه يوجه الجهد بتاعه لحاجة زي دي. بدل ما يوجه جهده لمعارضين اضطروا لمغادرة البلاد في ظروف معينة.

أي تعاون مشترك يجب أن يستند إلى شروطين. أولاً، بالطبع استبعاد جميع المتورطين في العنف المسلح والإرهاب. طبعاً، ليس لهم مكان.

ثانياً، يجب أن يأتي من يطرح فكرة مشروع حقيقي على الطاولة. يعني، يكمل كلامه بأفعال، وبناءً على الاعتبارات الصحيحة. من الضروري عدم تكرار أخطاء السنوات الماضية، عندما تم تعيين رئيس الوزراء السابق عصام شرف. لا زلت أحترمه وأراه كأستاذ جامعي محترم ووزير سابق للنقل، ولكن على أي أساس تم اختياره ليكون رئيس وزراء الثورة؟ ينبغي تجنب التسرع والتقليل من البرامج الفعالة وتفادي العشوائية التي حدثت.

دعاء حسن: طب إزاي نبدأ يا أستاذ هشام؟ يعني حضرتك متجاوز لفكرة ان الداخل والخارج متعارضين. إيه اللي معطل فكرة إن المعارضة المصرية تنهي الإنقسامات؟ ما يبقاش عندي داخل وما يبقاش عندي خارج؟ وتتوحد مرة أخرى ويبقى المعارضة المصرية المعارضة للنظام المصري، وليس داخل وخارج مصر.

لا أعتقد أن فكرة الداخل والخارج تعرقل تمامًا المعارضة للنظام. النظام يرفض أي شيء يحاول بجدية ويحافظ على سيطرته بجعل المشاركة سورية بشكل زائف. هناك أيضًا أشخاص ممن يعانون العواقب داخل البلاد ولا يستطيعون التدخل بشكل فعال.

بالإضافة إلى انعدام دائرة صنع القرار الكاملة وعدد محدود من الأفراد. الضغط الخارجي مرفوض، وتُفصل الأوضاع الاقتصادية ودينا وضعهما الصعب مرارًا وتكرارًا. لا يمكن لهذا النظام أن يستمر طويلا، ولا يمكن لأنظمة عسكرية أخرى أن تستمر بلا نهاية. إنها محال ما لم تكن هناك ظروف استثنائية محددة كما في الجزائر.


فذلك يساعد في وجود إدارة غير فعّالة في البلاد. أعتقد أنه لن يستمر طويلا بهذه الحال، لذلك فكرة توحيد المعارضة ليست الحل الوحيد. أود أن يكون هناك تكتل سياسي قوي قادر على إعادة وضع السياسة في البلاد على أسس واقعية، وليس فقط التحدث عن المشاركة دون برنامج ملموس. عندما يأتيني شخص من اليسار يتحدث عن مستقبل البلاد،

يجب أن يوضح كيف سيخلقون 31 مليون وظيفة لطلاب الدولة، الذين يمثلون تقريباً حجم القوة العاملة في مصر، وكيف سيندمجونهم في الاقتصاد. يجب أن لا يكون موقف اليسار فقط تضييقاً على رأس المال، بل يجب أن يكون لديهم خطة اقتصادية واضحة لتعزيز التوافق والتقدم في البلاد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى