مقالات ورأى

وردة رضوان تكتب: نساء غزة بين الألم والأمل

بقلم: وردة رضوان

حرب قاسية مدمرة عنوانها الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ارتقى فيها الشهداء وسقط الجرحى وقصفت البيوت والمدارس والمستشفيات وغيرهم الكثير أوجعتنا جميعا وفرضت علينا عقل يعمل كلا نصفيه النصف الأول لم يكد يجن وانما جن بالفعل من هول ما رأى يفقد التركيز ينام وهو في عز يقظته خوفا من قصف مفاجئ ينظم نهاره ما بين جمع الحطب وإشعال النار وطهي الطعام والخبز والانتظار في طوابير المياه الحلوة الغير صالحة للشرب والبقاء في الخيمة لرعاية الاطفال والصغار من حرارة الصيف والمرض.

يأتي دور النصف الثاني من العقل الذي لا يتوقف عن الاسئلة هل هذه انا فعلا ؟ماذا حل بي حقيقة!!! أنظر في المرآة المشققة لا أعرف من هذه المرأة شعري اكتسحه اللون الابيض بعد ان كان أسودا طويلا لامعا وفقدت وزني وجسمي مهترئ وفقدت مناعتي النفسية أنا لا أستطع الاستمرار فطاقتي استنزفت والألم غلبني وبعد هذا الصراع الفكري والنفسي يأتي صوتا بعيدا يسيطر على عقلي بالكامل نحن مسلمون نحن صابرون نحن صامدون نحن مبتلون وعلى المسلم الصبر على البلاء وفجأة لساني يبدأ بسم الله بسم الخالق أن يلهمني الصبر والسلوان والثبات على مصابنا الجلل وأن يمنحني القوة لأستمر في رعاية أسرتي ومن حولي.

وهنا يأتي شعور القلب الذي يخفي تسعة شهور من الألم والحزن والفقد والشغف ينزف ألما وحزنا ليخبرني ان الله موجود وان قدرته تفوق هذا العالم بأكمله وقادر على تغيير الحال في لمح البصر فهناك أمل طالما ما زلنا أحياء نتنفس نعم هناك امل سيأتي قريبا باذن واحد أحد هناك أمل سنراه حقيقة أمام أعيننا عند سماع نبأ وقف إطلاق النار وانسحاب هذا الكيان المجرم الغاصب من قطاع غزة سنراه حقيقة عند سماع ضحكات أطفالنا وكتابة حياة جديدة لهم.
وحتى هذه اللحظة الفارقة التي ننتظرها يغلبنا الدعاء أن يلهمنا الصبر والثبات والقوة فلا يمدنا بها الا الله سبحانه وتعالى فنحن على يقين بأننا على موعد مع الامل والفرح والعودة باذنه تعالى.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى