مقالات ورأى

معن بشور يكتب : مقرّ له دلالات


أن تختار الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة مكاناً لاجتماعها الأسبوعي مقر حركة الدعوة الإسلامية في أول أيام تموز، أيام صمود بيروت بوجه الحصار الصهيوني لها طيلة أشهر الصيف في عام 1982،

هو تعبير عن تقدير واعتزاز بدور مؤسسها العلامة الشيخ عبد الناصر جبري في المقاومة التي شهدتها العاصمة اللبنانية بوجه الغزو الصهيوني وشارك فيها وطنيون لبنانيون، ومقاومون فلسطينيون، ومتطوعون عرب وأجانب، بالإضافة إلى مقاتلي الجيش العربي السوري البواسل.


الكثير من اللبنانين يعرفون الشيخ عبد الناصر عالماً جليلاً، وعلاّمة مميّزاً، ومؤسساتي ناجح، لكن قلة منهم يعرف أن الشيخ عبد الناصر – رحمه الله – كان أيضاً مقاوماً طليعياً كالعديد من أبناء العاصمة اللبنانية التي قالت عنها جريدة “السفير” في أحد أعدادها الذي كان يصدر تحت القصف الإسرائيلي، “بيروت تحترق ولا ترفع الأعلام البيضاء”.


وانصراف الشيخ عبد الناصر الجبري إلى بناء المؤسسات التربوية والاجتماعية كان استكمالاً لدوره النضالي والمقاوم، ومدركاً بأن المقاومة تتعزّز بالعلم وتتحصن ببناء مؤسسات اجتماعية وخدماتية تدعم صمود جماهيرها..


ولقد أصرّ الشيخ عبد الله جبري أن يواصل مسيرة والده المجاهد برعاية هذه المؤسسات والاستمرار في قيادتها استكمالاً لرسالة الوالد المجاهد والتزاماً بخدمة أبناء الوطن والأمّة..


وأن تجتمع الحملة الأهلية التي تستمر كشاهد على صحة المقولة التي ترى أن “فلسطين تجمعنا”، وتجمع في صفوفها ممثلين عن مختلف الأطياف والمنابت الفكرية والسياسية والوطنية والقومية، الإسلامية واليسارية، اللبنانية والفلسطينية،

هو تأكيد على أن الحملة التي لا تملك مقراً خاصاً بها، تجتمع في كل مقر وطني ملتزم بالمقاومة اللبنانية والفلسطينية وترى فيه دارها، بل تأكيد أنه إذا تناسى الكثيرون واجباتهم تجاه المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن،

فأن ما زال في أمّتهم من بقي قابضاً على جمر المبادئ والقيم مستعداً لمواجهة كل العوائق والدسائس التي تحركها مصالح شخصية أو ارتباطات مشبوهة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى