11 سنة على مظاهرات 30 يونيو.. وعود الرخاء وواقع الخسائر
مرت 11 سنة على مظاهرات 30 يونيو 2013، التي مهدت الطريق للانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرًا للدفاع. السيسي، وبعد أن قفز إلى السلطة، وعد المصريين بالرخاء وسعة العيش، مؤكدًا أن مصر ستصبح “قد الدنيا”. ولكن، هل تحققت هذه الوعود على أرض الواقع بعد كل هذه السنوات؟
الوعود في مهب الريح
يبدو أن النتيجة تختلف كثيرًا عن الوعود، فحسب مراقبين، منيت مصر بـ”خسائر فادحة” طالت أراضيها وثرواتها القومية وتراجع قوتها الناعمة. فقد خسرت مصر جزءًا من مساحتها الكلية المقدرة حتى عام 2018 بمليون كيلومتر مربع، إثر انكماش تدريجي لثرواتها وأراضيها مع صعود السيسي.
التنازل عن الأراضي
على رأس الخسائر، تأتي قضية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر لصالح السعودية، بالإضافة إلى ألف كيلومتر مربع سيتم اقتطاعها من شبه جزيرة سيناء لصالح مشروع “نيوم” السعودي. هذا إلى جانب التفريط في بعض حقوق مصر الاقتصادية بمياه البحر المتوسط، حيث توجد حقول واعدة من الغاز الطبيعي.
أزمة مياه النيل
حصة مصر من مياه نهر النيل المستقرة تاريخيا باتت محل شك بعدما وقّع السيسي اتفاقية 2015 مع إثيوبيا، التي أقرت بموافقة مصر على بناء سد النهضة. تأزمت مفاوضات الجانبين حول السد ولا تزال عالقة، مما يهدد أمن مصر المائي.
بيع الأصول الحكومية
مؤخرا، أثارت الحكومة الجدل بشأن اعتزامها التخلص من بعض ديونها ببيع أصول مملوكة للدولة إلى مستثمرين عرب وأجانب بالشراكة مع “صندوق مصر السيادي”. هذا القرار يثير قلق العديد من المصريين الذين يرون فيه تفريطًا في الممتلكات الوطنية.
تراجع المكانة الدولية
مصر، التي كانت تقود المنطقة وتعتبر طرفا دوليا مؤثرا، انحدرت إلى نقطة لم يسبق أن تدنت إليها، حسبما أشار مراقبون. واستنكروا ما وصفوه بـ”تبعية النظام المصري لنظيره الإماراتي والسعودي”، مؤكدين أن هذه التبعية لها تكلفة كبيرة على سمعة مصر وصورتها ومكانتها وحرية اتخاذ قراراتها السيادية.
بعد مرور 11 سنة من حكم السيسي، تتساءل الكثير من الأصوات في مصر عن جدوى الوعود التي لم تتحقق وعن مستقبل البلاد في ظل هذه الخسائر. هل ستتمكن الحكومة الجديدة من تغيير المسار وإعادة الأمل للشعب المصري؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.
