مقالات ورأى

محمد عبدالقدوس يكتب: حكايات إحسان عبدالقدوس .. إعتذار ناصر وإعتذار ولي العهد السعودي!!

إعتذار “ناصر” .. كان من باب الإحترام ، أما الإعتذار السعودي فله سبب آخر !!

بعدما قدمت لحضرتك مقالتين عن الإعتذار الذي قدمه “ناصر” لوالدي عام ١٩٥٤ لا أدري ما الذي جعلني أتذكر “محمد بن سلمان” ولي عهد السعودية ..

أنه هو أيضاً قدم إعتذار لأسرة ضحيته بل ومشاركته والده الملك “سلمان” في تقديم هذا الإعتذار.

والمؤكد أنه لا يوجد حاكم يقدم إعتذار لمن قام بحبسه إلا إستثناءا جداً في أي دولة في العالم شرقا وغربا ..

و”عبدالناصر” كان بالتأكيد حاكم مستبد ولكن هذا لم يمنعه من تقديم إعتذار لوالدي بعدما قام بحبسه بسبب مقالاته ضد الديكتاتورية عام ١٩٥٤.

وكان يدعوه إلى لقاءات خاصة في منزله من أجل تطييب خاطره ..

ولم يكن هناك أي شيء يجبره على ذلك سوى إحترامه للكاتب الكبير وأمه السيدة “روزاليوسف” ..

وفي سبتمبر من العام نفسه قدم من جديد إعتذار لأبي الحبيب بعدما أقتحمت الشرطة العسكرية منزله وألقت القبض عليه بالخطأ.

وإذا جئنا إلى السعودية نجد الأمر مختلف تماماً .. فالإعتذار ليس من باب الإحترام بل نتيجة للضغوط الدولية الهائلة التي عانى منها الملك “سلمان” وولي عهده الأمير “محمد بن سلمان” بعد مقتل “جمال خاشقجي” الكاتب السعودي المعارض داخل القنصلية السعودية في إسطنبول ..

وكان يكتب بإنتظام في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية منتقداً الأسرة المالكة !

وثارت أمريكا وهاجت وماجت على مقتله ، وشاركتها في ذلك الدول الأوروبية وغيرها.

وللخروج من هذا المأزق لجأت السعودية إلى خطة ذكية فقرر الملك وولي عهده تقديم العزاء لأسرة القتيل رغم أنهما في البداية كانوا يرفضون الإعتراف بمقتله.

وتم إستدعاء أبناء “جمال خاشقجي” إلى القصر الملكي وتقديم عزاء لهما باسم السعودية كلها.

وصدرت أوامر بإقامة سرادق كبير لتقبل العزاء أمام منزل الضحية ..

وكان في مقدمة المعزين ممثلين عن الحكومة والأسرة الحاكمة !!

ونشرت الصحف السعودية النعي بتعليمات ملكية ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل تم التخلص من الفريق الذي ذهب إلى تركيا للإجهاز على الكاتب الصحفي المعارض.

وهذا الفريق ألقي القبض عليهم جميعاً وتقديمهم لمحاكمات صورية بهدف أمتصاص الغضب الدولي وحدثت تغيرات شاملة لكل المقربين من ولي العهد ..

كان من نتيجتها صعود فريق جديد أبرزهم “تركي آل الشيخ” المستشار حالياً بالديوان الملكي برتبة وزير ، ويرأس ما يسمى بالهيئة العامة للترفيه.

وهي هيئة مستحدثة ليست موجودة في أي دولة عربية أخرى ، ومهمتها الإهتمام بالفن وأهله والإنفتاح سداح مداح .. عجائب !!

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى