مصر

الحركة المدنية في اختبار جديد.. تحالف انتخابي وشيك لثلاثي “الحيز المتاح”

تحقيق حسن القباني

باتت أحزاب”الإصلاح والتنمية” و”المصري الديمقراطي” و”العدل” قاب قوسين أو أدنى من تشكيل تحالف انتخابي خاص بهم، بعيدًا عن الحركة المدنية الديمقراطية، وفق مصادر لـ”فكر تاني”.

تؤمن الأحزاب الثلاثة بأهمية العمل في إطار ما يسميه بعضهم “الحيز السياسي المتاح”، لفتح المجال العام بشكل أكبر، وهو ما ظهر في تحالفهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ودعمها فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي.

مصادرنا كشفت عن مشاورات جارية داخل هذه الأحزاب لتشكيل تحالف ثلاثي انتخابي، يُعلن عنه منتصف يوليو الجاري، في اختبار جديد لتماسك الحركة المدنية الديمقراطية.

ألقى بيان الحركة المدنية الصادر في منتصف ليل السبت 8 يونيو، بتشكيل تحالف انتخابي مستقل لخوض  الانتخابات القادمة، بظلاله على مدى قدرة هذا التحالف على استجابته لتطلعات حزبي المصري الديمقراطي والعدل المجمدين في الحركة ومستقبلها، وفق مراقبين. خاصة وأنه لم ينتظر حل أزمة تجميد الحزبين.

وأوضحت الحركة، في بيانها، أن تحالفها الانتخابي يضم أطرافها وكل من يرغب في خوض معركة تغيير السياسات الحالية “بعيدًا عن السلطة والموالين لها الذين صنعوا تلك السياسات وتسببوا فيما وصلنا إليه من أوضاع رديئة” بحسب تعبير البيان.

الحركة المدنية الديمقراطية
الحركة المدنية الديمقراطية

حسام حسن: الاتجاه نحو تحالف انتخابي على مقاعد “الفردي”

في حديثه لـ”فكر تاني”، يكشف حسام حسن أمين التنظيم المركزي بحزب العدل، عن أن هناك جلسات تشاورية حالية مع حزبي المصري الديمقراطي والإصلاح والتنمية لتشكيل تحالف انتخابي ثلاثي على المقاعد الفردية، مؤكدًا أن موعد إعلان التحالف الانتخابي بين الأحزاب الثلاثة، سيكون في منتصف يوليو الجاري.

ويضيف حسن أن هناك اتفاق بين الأحزاب الثلاثة على الدفع سياسيًا في اتجاه القوائم النسبية، حتى يتم إصدار القانون، موضحًا أنه في حال إصدار القانون في هذا الاتجاه أو اتجاه القوائم المغلقة، سيتم التنسيق بين الأحزاب الثلاثة، على ما يجب أن يتم في حينه، وبالذات إذا نجحت القوى الوطنية في تمرير اختيار القوائم النسبية.

ويوضح أمين التنظيم المركزي بحزب العدل أن التنسيق بين حزبه وحزبي الإصلاح والتنمية والمصري الديمقراطي، وليد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد دعم المرشح الرئاسي السابق ورئيس الحزب المصري الديمقراطي فريد زهران في الجولة الماضية، مؤكدًا أن الجلسات التشاورية حول الموقف السياسي لم تتوقف منذ هذا الحين.

ويشدد حسن على حرص الجميع على عدم الصدام مع الحركة المدنية الديمقراطية، مع العمل في الحيز السياسي المتاح ، داعيا أحزاب الحركة المدنية إلى تجهيز مرشحيها خاصة على المقاعد الفردية، قبل الخوض في الحديث عن الانتخابات البرلمانية والتحالفات.

أنور السادات: المشاورات مستمرة مع الجميع والعبرة بالقدرة

بدوره، يؤكد السياسي البارز، محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، في حديث خاص لـ”فكر تاني” أن المشاورات ماضية بين حزبه وبين حزبي المصري الديمقراطي والعدل، إلى جانب مشاورات موازية مع حزبي الوفد ومصر الحرية، وأحزاب الحركة المدنية.

ويضيف “السادات” أن حزبي المصري الديمقراطي والعدل جزء من المعارضة، وبالتالي فالتحالف المناسب لحزبه ولهما هو تحالف الحركة المدنية المعلن، ولكن تتوقف المشاركة في هذا على قدرة باقي أحزاب الحركة المدنية على تقديم مرشحين في الانتخابات، لأن عدم القدرة على تجهيز مرشحين مناسبين يمنح أحزاب الحركة حق البحث عن تحالف انتخابي مناسب لتحقيق مقاعد برلمانية مناسبة.

ويؤكد رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن كل المشاورات غير نهائية، خاصة أنه لم يظهر قانون الانتخابات إلى النور، ولم يُعرف شكل الانتخابات سواء قوائم مغلقة أو نسيبة ، وربما – والكلام للسادات- تشهد مصر كيانات جديدة أو تحالفات انتخابية أخرى ليست بالضرورة أن تتبع السلطة، وبالتالي من السابق لأوانه حسم المواقف.

مها عبد الناصر: مفاوضات ثلاثية ولا قرار إلا بعد العرض على الهيئة العليا للحزب

من جانبها، قالت الدكتور مها عبد الناصر نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي وعضو مجلس النواب: “يوجد مفاوضات بين حزبنا وحزبي العدل والإصلاح والتنمية حول الموقف من الانتخابات المقبلة، ومدى تعاوننا تحت مظلة واحدة”.

وأضافت “عبد الناصر”، في حديثها لـ”فكر تاني”، إن الأمر لا يزال خاضع للنقاش، ولا يوجد قرار نهائي، مؤكدةً أن أي قرار بخصوص الانتخابات، يجب عرضه على الهيئة العليا للحزب قبل الموافقة عليه، خاصة فيما يخص أمر تحالف الانتخابات.

ورفضت نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي التعليق على إعلان الحركة المدنية الديمقراطية تشكيل تحالف انتخابي مستقل لخوض الانتخابات، مؤكدة أنها لا تعرف عنه شيئا.

وشددت على أن الوقت لا يزال مبكرًا لحسم أي مواقف بخصوص الانتخابات البرلمانية.

تكهنات سياسية حول مسار التحالف الجديد

في حواره مع “فكر تاني” فبراير الماضي، كشف السياسي البارز والمفكر الدكتور حسام بدراوي عن دراسته بلورة أفكار جديدة لتدشين ائتلاف انتخابي قبل انتخابات برلمان 2025، وذلك قبل أن يعلن مؤخرًا رئاسته مجلس أمناء حزب العدل.

تواصلت “فكر تاني” مع د.بدراوي، للحديث حول التحالف الثلاثي المزمع، بين أحزاب المصري الديمقراطي والعدل والإصلاح والتنمية، لكنه طلب إرجاء التعليق على الأمر، لانشغاله بسفره خارج البلاد.

ويتوقع مراقبون انضمام حزبي مصر الحرية والتجمع إلى هذا التحالف في إحياء لتجربة الكتلة المصرية.

وفي سياق متصل، راجت تكهنات في الشارع الحزبي المعارض في الفترة الأخيرة، حول اتجاه التحالف المزمع للتنسيق بشكل مباشر مع قوائم الموالاة.

وشهدت تجربة انتخابات برلمان 2020، خوض أحزاب المصري الديمقراطي والعدل والإصلاح والتنمية الانتخابات البرلمانية عبر قوائم حزب “مستقبل وطن”، فيما عُرف إعلاميًا بـ”القائمة الوطنية”.

لكن مصادرنا بهذه الأحزاب، اتفقت على أن هذه التكهنات، سابقة لأوانها، وغير صحيحة في الوقت الحالي، ولها غرض سياسي واضح.

تحالفات المعارضة المدنية الانتخابية

وشكلت القوى المعارضة المدنية العديد من التحالفات عقب ثورة 25 يناير 2011، نرصدها فيما يلي:

الكتلة المصرية والثورة مستمرة

تحالفا “الكتلة المصرية” و”الثورة مستمرة ” مثلا أولى التحالف الانتخابية للقوى المدنية بمصر لخوض الانتخابات البرلمانية، بعد ثورة 25 يناير 2011.

وانخرط عدد من القوى المدنية في تحالف “الكتلة المصرية”، ليكوّن جبهة سياسية مدنية من تحالف لأحزاب ومنظمات سياسية تخوض الانتخابات البرلمانية عبر قائمة موحدة ورمز وشعار موحد.

وكان من أبرز القوى السياسية المشاركة أحزاب المصري الديمقراطي الاجتماعي والمصريين الأحرار والتجمع الوطني التقدمي الوحدوي، بعد انسحاب قوى وأحزاب أخرى.

وعلى التوازي، تشكل تحالف الثورة مستمرة، وهو تحالف منبثق عن الكتلة المصرية وشبيه بها من حيث الائتلاف بين التيارين الليبرالي واليساري، ضم في عضويته أحزاب مصر الحرية، والتيار المصري ، والتحالف الشعبي الاشتراكي.

وفي هذه الانتخابات، حصدت الكتلة المصرية 34 مقعدًا، أما ائتلاف “الثورة مستمرة”، فحصل على 7 مقاعد فقط، فيما حصد حزب الكرامة 6 مقاعد على قوائم حزب الحرية والعدالة.

تكتل 25 – 30

وفي برلمان 2015، ظهر تحالف “25-30” الانتخابي، والذي يشير إلى ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013، وحصل على 14 مقعدًا في برلمان 2015.

ومن أبرز نواب التحالف في هذا الوقت: هيثم الحريري، خالد عبدالعزيز، نادية هنري، يوسف القعيد، جمال الشريف، ضياء الدين داود، أحمد الشرقاوي، إيهاب منصور، طلعت خليل، إلى جانب السياسي سجين الرأي حاليًا أحمد الطنطاوي.

تحالف الأمل

وفي العام 2019، تعرض تحالف المعارضة الانتخابي للإجهاض، بعد القبض على عدد من مؤسسيه، بتهم سياسية في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”قضية الأمل”، لكن أفرج عن قياداته في وقت لاحق، وأبرزهم السياسي حسام مؤنس، والصحفي هشام فؤاد، والسياسي زياد العليمي.

وشهد مايو 2019، إرهاصات التشكيل للتحالف الذي كان يفترض أن يضم أحزاب وحركات سياسية وشخصيات معارضة للسلطة لخوض الانتخابات البرلمانية التي كان من المقرر انعقادها في نوفمبر من العام نفسه.

واعتبرت منظمات حقوقية منها: المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، اجهاض تحالف الأمل تعبير عن سياسة الصوت الواحد، ومصادرة لجميع أصوات المعارضة، تحول دون ممارستهم حقهم المشروع في المشاركة السياسية.

نادي الأحزاب المدنية

وفي عام 2019 كذلك، انعقدت رغبة 4 أحزاب معارضة على الحد الأدنى من الأفكار والأهداف المتفق عليها، في ائتلاف أطلق عليه “نادي الأحزاب المدنية” لكنه لم يكمل التنسيق.

وتألف هذا التحالف من أحزاب المحافظين برئاسة أكمل قرطام، والمصري الديمقراطي الاجتماعي برئاسة فريد زهران، والإصلاح والتنمية برئاسة محمد أنور السادات، وحزب الاتحاد برئاسة حسام بدراوي، وقتها.


مقاعد القائمة الوطنية ونائبان لتكتل 25- 30

وفي الوقت ذاته، اختارت 3 من أحزاب الحركة المدنية إلى جانب حزب الوفد المعارض الاشتراك في قائمة أحزاب الموالاة التي يقودها حزب مستقبل وطن، وهم أحزاب الإصلاح والتنمية والمصري الديمقراطي والعدل.

وحصدت الأحزاب الثلاثة على 18 مقعدًا برلمانيًا، منها 9 للإصلاح والتنمية و7 للمصري الديمقراطي ومقعدان للعدل.

لكن النائبان أحمد الشرقاوي وضياء الدين داوود، هما الوحيدان المنتميان لتكتل 25-30 اللذان تمكنا من الاحتفاظ بمقعديهما فى برلمان 2020 ، بشكل مستقل.

المصدر فكر تانى

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى