مقالات ورأى

جمال شحاتة يكتب: مصطفى شردي .. سلاماً على الروح الشريفة النقية

35 عاماً مرت على رحيل فخر الوطن والوفد وبورسعيد ،مصطفى شردي، الذي عاصرته طفلاً وصاحبته في جولاته الانتخابية والسياسية صبياً.

لمن لايعرف مصطفى شردي من الجيل الجديد، هو الصحفي والسياسي المصري البارز، وُلد في مدينة بورسعيد عام 1934، وتوفي في عام 1989.

وقد بدأ شردي حياته المهنية كصحفي في بدايات الستينات، حيث برز بأسلوبه النقدي والشديد في التعبير عن القضايا السياسية والاجتماعية.

وهو الصبي الصغير الذي قام بتصوير جرائم العدوان الثلاثي على بورسعيد فقامت وكالات الأنباء ببثها إلى كل العالم وتم إجبار المعتدين على الانسحاب من سيناء ومدن القناة.

وفي عام 1984، التقى شردي بفؤاد باشا سراج الدين الذي كلفه بتأسيس جريدة “الوفد”، التي سرعان ما أصبحت منبراً هاماً للمعارضة السياسية في مصر.

وكانت الجريدة تنتقد بشدة سياسات الحكومة وتدعو إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، مما جعل الإقبال عليها كبيراًً من القراء الذين رأوا فيها صوتاً لمطالبهم وآمالهم في التغيير.

بالإضافة إلى دوره الإعلامي، كان مصطفى شردي ناشطاً سياسياً بارزاً. شغل منصب عضو مجلس الشعب عن مدينة بورسعيد مرتين، حيث عمل على تمثيل مصالح المدينة ودعم قضايا سكانها في البرلمان المصري، فكان معشوق الجماهير البورسعيدية ونبضها الذي توقف عام 1989 بعدما صنع كل مجده المهني والسياسي في خمس سنوات فقط مع حزب وجريدة الوفد.

ورغم وفاته منذ 35 عاماً، إلا أن إرث مصطفى شردي لا يزال حياً في الذاكرة الجماعية للمصريين الذين عاصروه، حيث يُذكر كواحد من رواد الصحافة الحرة والمعارضين البارزين لنظام مبارك.

واستمر تأثيره في الدعوة إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبقيت جريدة “الوفد” واحدة من الأصوات الهامة في المشهد الإعلامي المصري لسنوات طويلة بسبب عبقرية مصطفى شردي عند التأسيس.

ورحم الله مصطفى شردي .. والهمنا الله الصبرعلى فراقه الذي مازال مؤلماً رغم مرور كل هذه السنوات.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى