مختص في شؤون الطاقة: تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر يهدد الأمن القومي

تحليل مخاطر الاعتماد على الغاز الإسرائيلي في مصر

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع الطاقة في مصر، أثار إعلان توقف عدد من مصانع الأسمدة مؤخراً تساؤلات ملحة، في وقت تواجه فيه مصر تحديات كبيرة في قطاع الطاقة، مما يفتح ملف تأثير صفقات الغاز بين مصر وإسرائيل على الاقتصاد الوطني. يعتمد جزء كبير من إنتاج الغاز في مصر حالياً على الواردات من إسرائيل، خاصة مع تراجع إنتاج الحقول المحلية مثل حقل ظهر. هذا الوضع أثار مخاوف بشأن مدى تأثير هذه الصفقات على استقرار إمدادات الطاقة وعلى القطاعات الصناعية الحيوية التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي.

وفي حديث خاص لموقع “أخبار الغد”، سلط خالد فؤاد الباحث المختص في شؤون الطاقة والعلاقات الدولية الضوء على جوانب خفية لأزمة الكهرباء في مصر، مشيراً إلى أن الأسباب تتجاوز نقص الإمدادات المحلية لتشمل اعتماداً متزايداً على الغاز الإسرائيلي. وأوضح فؤاد أن هذا الاعتماد له تداعيات خطيرة على أمن الطاقة في البلاد.

تراجع إنتاج الغاز المحلي وزيادة الاعتماد على الغاز الإسرائيلي

أزمة الطاقة في مصر

توقف مصانع الأسمدة وارتفاع الطلب على الطاقة

تراجع إنتاج الحقول المحلية مثل حقل ظهر واعتماد مصر على الواردات

وعن تراجع الإنتاج المحلي للغاز، أشار فؤاد إلى أن تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصر، والتي كانت مخصصة لإعادة التصدير بعد تسييلها في محطتي إدكو ودمياط، أصبحت تُوجه بالكامل إلى السوق المحلية. هذا التحول يأتي نتيجة لتراجع كبير في إنتاج الغاز المصري، خاصة من حقل ظهر الذي يمثل حوالي 35% إلى 40% من الإنتاج الكلي للغاز في مصر. مؤكداً أن هذا التراجع تزامن مع زيادة الاستهلاك المحلي، مما أدى إلى إنهاء الاكتفاء الذاتي من الغاز الذي كانت مصر قد حققته منذ عام 2018.

تأثير التراجع في الصادرات وتزايد الاعتماد على الغاز الإسرائيلي

تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الاعتماد على الغاز الإسرائيلي

تراجع إنتاج الغاز المصري وتحول تدفقات الغاز الإسرائيلي للسوق المحلية

تأثير تراجع إنتاج حقل ظهر على الإنتاج الكلي للغاز في مصر

تراجع الصادرات المصرية من الغاز المسال واعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي

وقال فؤاد “نتيجة لذلك، تراجعت صادرات مصر من الغاز المسال بشكل حاد في عام 2023، ومع بداية عام 2024، لم تكن مصر قادرة على تصدير أي شحنة غاز مسال. وأعلنت الحكومة رسمياً في مايو الماضي وقف صادرات الغاز المسال إلى أوروبا مؤقتاً، على أمل أن يتراجع الاستهلاك في الشتاء بما يسمح بعودة الصادرات”.

التدفقات الحالية والمستقبلية للغاز الإسرائيلي

التدفقات الحالية والمستقبلية للغاز الإسرائيلي

كمية الغاز الإسرائيلي المستوردة يوميا

نسبة اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي

الاتفاقيات المستقبلية لزيادة استيراد الغاز الإسرائيلي

وأشار إلى أن مصر تتلقى يومياً حوالي 1.1 مليار قدم مكعب من الغاز من إسرائيل، بينما يصل استهلاك مصر اليومي إلى 6.1 مليار قدم مكعب، مما يعني أن مصر تعتمد بنسبة 18% على الغاز الإسرائيلي. وأكد فؤاد أن هذه النسبة مرشحة للزيادة بموجب اتفاقية جديدة أبرمت في فبراير الماضي، والتي ستزيد تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى 1.5 مليار قدم مكعب يومياً في السنوات القادمة، مما يمثل حوالي 20% إلى 25% من احتياجات مصر.

مخاطر الاعتماد على الغاز الإسرائيلي

مخاطر الاعتماد على مصدر واحد لتأمين إمدادات الغاز

إمكانية استخدام الغاز الإسرائيلي كأداة ضغط سياسي

أمثلة على الضغط الإسرائيلي السابق باستخدام الغاز

وعن اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي، أوضح فؤاد أن الاعتماد مصدر واحد لتأمين إمدادات الغاز يشكل خطراً على أمن الطاقة والأمن القومي المصري، خاصة أن هذا المصدر هو إسرائيل التي تحكم علاقتها مع مصر أبعاد معقدة.

ولفت إلى أن إسرائيل يمكنها استخدام الغاز كأداة ضغط على مصر، كما حدث في أكتوبر الماضي عندما أوقفت إمدادات الغاز عبر خط أنابيب العريش-عسقلان بدعوى الحرب، بينما كان السبب الحقيقي هو الضغط على مصر بسبب موقفها من تهجير أهل غزة إلى سيناء.

العودة لاستيراد الغاز المسال ورد الفعل المتأخر

بدء مصر استيراد الغاز المسال مرة أخرى

ارتفاع أسعار الغاز المسال وتنافسية السوق

صعوبة الحصول على شحنات الغاز المسال

وألمح فؤاد إلى أن مصر أدركت متأخراً أزمة الاعتماد على الغاز الإسرائيلي وبدأت في استيراد شحنات الغاز المسال مرة أخرى، وهو إجراء جاء متأخراً وبعد فوات الأوان. بدأت الحكومة في بداية الصيف في تأجير سفينة تغويز لاستقبال الغاز المسال في ميناء السخنة وطرحت مناقصة لاستيراد شحنات الغاز المسال. مشيراً فؤاد إلى أن أسعار الغاز المسال حالياً مرتفعة والتنافس عليه كبير، مما جعل الحصول على شحنات غاز مسال أمراً معقداً.

أخطاء في إدارة حقل ظهر وتداعياتها

الإدارة المتعجلة لإنتاج حقل ظهر

المشكلات الفنية وتراجع إنتاج حقل ظهر

تأثير تراجع إنتاج حقل ظهر على الإنتاج الكلي للغاز في مصر

وعن أزمة حقل ظهر أكد فؤاد أن الإدارة المتعجلة للإنتاج من حقل ظهر كانت خطأ فادحاً، حيث أدت إلى مشكلات فنية وتراجع كبير في إنتاج الحقل، مما انعكس على تراجع الإنتاج الكلي للغاز في مصر.

الأبعاد الأمنية والجيوسياسية للغاز والطاقة

موقف إسرائيل من الغاز والطاقة

موقف الحكومة المصرية من الغاز والطاقة

مخاطر عدم مراجعة استراتيجيات الطاقة في مصر

ختم فؤاد تصريحاته بأن إسرائيل تتعامل مع ملف الغاز والطاقة من منظور أمني وجيوسياسي في المقام الأول، بينما تتعامل الحكومة المصرية مع الملف من منظور اقتصادي فقط، مما يحمل مخاطر كبيرة على أمن الطاقة في مصر. وأكد أن السيسي والحكومة المصرية بحاجة إلى مراجعة استراتيجياتهم في هذا الملف الحيوي لضمان أمن الطاقة على المدى القريب والبعيد.