مقالات ورأى

صفوت عمران يكتب: عفوا لا أهلي .. لا زمالك .. لا فنانين ولا مطربين.. الكل يبيع نفسه مقابل الدولار!!

«أهلاوي أنا» يعرف جميع اصدقائي ذلك، إلا أنه منذ سنوات أصبحت أشجع الكره كنوع من التسليه فقط..

لذا اسمحلي عزيزي القارئ أن اقول لك: «ما يحدث في الأهلي والزمالك تجاوز حدود الروح الرياضية وأهداف الرياضة وأصبح بيزنس وتربح ..

البطولات تغطي على الأخطاء والكوارث هنا وهناك .. لا مبادئ.. لا قيم .. لا أخلاق .. كل الأساليب مباحه ..

كل الوسائل ممكنه .. كل المواقف مرتبه .. فقط من أجل المصلحة الشخصية الضيقة لهؤلاء الفسدة الذين يرتبون أوراقهم بدقة .. بعيداً عن المصالح العامة للناديين الأكبر ومصلحة الكره المصرية».

إعلان فيلم «أولاد رزق» ليس له علاقة برسالة الفن أو الروح الرياضية.. ليس إلا حلقة جديدة من نشر التعصب والفتنة بين الجماهير.. إعلان تجاوز الترويج لفيلم والإحتفاء ببطولة ..

الفيلم والإعلان هدفهما نشر الفتنة بين الناديين الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط .. كُتب سيناريو وحوار الفيلم وتم تصوير الإعلان.. دون أن يرفض أحد المشاركة في تلك المهزلة ..

دون أن ينتبه أحد لخطورة ما يتم تمريره.. يا عزيزي المال أصبح يحكم كل شئ .. وكل شئ بات قابلاً للبيع ..

المبادئ والقيم شعارات يتم استعداءها عندما يراد ابعاد أحد المغضوب عليهم من جانب المسيطرين على الناديين حتى لو لم يكن متجاوزاً.. بينما تختفي عندما يكون التجاوز من شخص على هوانا..

الإعلام يشن حرب على أي شخص يتيقن أنه مغضوب عليه حتى لو الحق معه، ولا يقترب من أي شخص مسنود أو صاحب نفوذ .. فهؤلاء خط أحمر مهما اخطاؤا ومهما تجاوزوا.

عزيزي القارئ.. تجد هؤلاء يؤكدون أن الفساد والرشوة والمحسوبية في التحكيم أمر وارد الحدوث في كرة القدم عندما يكون لصالحهم، وعندما يكون خطأ التحكيم ضدهم يغضبون: «هذه مؤامرة كونيه» ..

يمكن أن يحصل أحدهم على بطولة مزيفة بفساد التحكيم ويحتفي بها ولا ينطق عن الظلم والفساد، وعندما يخسر مباراه بخطأ تحكيمي يملأ الأرض صراخاً..

فهذه مصالح وليست مبادئ وليست قيم.. الكارثة أن الجمهور من الناديين يعرف ذلك جيداً .. يعرف أنه يتم يستخدم لملئ الفراغ .. لكن يتمادى في التعصب.

التعصب الذي أعمى القلوب والابصار لدرجة أنه احتل كل بيت، والفساد الذي انتشر في كل شئ .. وتلعب إدارة الناديين على دغدغة مشاعر الجماهير واذكاء التعصب واختلاق الأزمات للهروب من محاسبة الجمهور..

1- جمهور الزمالك لم يغضب من اتهامات رئيس النادي السابق بسرقة أكثر من مليار جنيه من أموال ناديهم، منها عمولات وسمسرة وتلاعب، ومن جاء ليكشف ذلك تم أبعاده خلال أيام، لم يغضب من فساد واضح في عقود اللاعبين، ولم يقل أن آخر بطولتي دوري حصل عليهما النادي بمساعدة التحكيم واتحاد الكره، رغم وجود الفار الذي يعمل بالمزاج، لم يغضب بسبب تراجع مستوى فريقه فنياً وإدارياً واصبح ينافس فرق وسط الجدول، لم يغضبوا من إهدار الملايين بسبب التجديد للاعبين «مشطبة كوره» ..

تم التجديد لهم مرات لوقف القيد ومرات لمغازلة الإعلام والجمهور، لكنه غضب عندما تم استخدامه عبر إدارة فاشلة باختلاق أزمة الإنسحاب من مباراة الأهلي للتغطية على الفشل، أزمة معروف أنها أما تنتهي بالمشاركة بقرار سيادي، حيث لا يليق أن تسمح الدولة بهذه المهزلة أو تستمر ويدفع ثمنها الجميع وفي مقدمتهم نادي الزمالك.

2- جمهور الأهلي الفرح ببطولاته، يدرك أن النادي لا تحكمه مبادئ ولا قيم وأنها مجرد شعارات يتم استخدامها عند الحاجة لإبعاد لاعب أو مسئول.. ويتم التغاضي عنها عندما تريد إدارة النادي تمرير شئ مرفوض.. البطولات مخدر شديد التأثير لا تجعل أحد يسأل كيف يدار النادي ومن أين تأتي أمواله وفيما تنفق ..

ومن يحصل على المنح والعطايا ومن يستعبد.. الأهلي الذي أجبر طاهر أبوزيد وعلاء ميهوب وربيع ياسين ومحمود صالح على الاعتزال في قمة عطاءهم، هو نفسه الذي جاء بـ«موديست» بعدما «شطب كوره» ليمنحه مليون دولار..

الأهلي الذي رفض عودة الحضري وإبراهيم سعيد لسوء السلوك الشخصي البعيد عن النادي هو نفسه الذي قبل بـ«امام عاشور» الذي اهان النادي وسب رموزه، الأهلي الذي أبعد حسام حسن وإبراهيم حسن بدعوى السن هو نفسه الذي يريد التجديد لـ«علي معلول» موسمين رغم إصابته الخطيرة.

الأهلي الذي أجبر رمضان صبحي على الرحيل والتعامل معه بمنطق «تمضي دلوقتي أو اطلع بره النادي» ثم رفض عودته رغم كونه لاعب دولي لوجود شخصيات – منهم حسام غالي – لا تريد رمضان في النادي لحسابات المستقبل الإدارية، هو نفسه الأهلي الذي يُبقي على لاعبين دون المستوى مثل طاهر محمد طاهر وأحمد عبدالقادر ومحمد هاني بحجة الخوف من ذهابهم للمنافس ..

أنها في النهاية مجموعة مصالح تحكم المنظومة ولا تحدثني عن مبادئ.. مبادئ تخرج من الثلاجة عند الحاجة ثم يلقى بها على قارعة النادي.

عزيزي القارئ .. لا تستغرب عندما تجد فنان المفروض أن يقود المجتمع والناس ويقدم قيمة على الشاشة يبيع نفسه ومواقفه وبلده مقابل حفنه من الدولارات.. والمصالح تحكم ..

حتى لو اضطره الأمر أن يهاجم زملائه أو يقلل منهم .. مخرجة ترفع شعار الكرامة والأخلاق وعند أول ناصية تبيع نفسها وتذهب لمن يدفع ولمن كانت تنتقده ..

ناقد فني يلون رؤيته للدراما والأفلام والفنانين حسب المصلحة فهو نقد مقابل المال ..

الكل مقابل المال يبيعون أي شئ وكل شئ .. فمن يبيع نفسه لمن يدفع لا تنتظر منه أن يكون حريصاً على وطن مراعياً للقيم ومبادئ…

أصبحنا في زمن الثراء المسموم مقابل التنازل عن كل شئ .. التنازل مقابل المال والسلطة والشهرة والحماية أو الحصار والافقار والتجويع ..

نعم عزيزي القارئ.. هو ما دار بذهنك وقد فعلته قريش قبل ما يزيد عن 14 قرن ..

عندما حاصرت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأهله بني هاشم لرفضه التنازل عن دعوته.. المبادئ عند هؤلاء أصبحت ملابس يتم تبديلها كل يوم .. القيم والأصول شعارات لا يتم تطبيقها إلا عند المصلحة..

وأصبحت الدنيا ماشية بقاعدة: «شيلني واشيلك.. وإذا كان عاجبكم»..

من يخضع يحصل على كل شئ مال وسلطة وشهرة وحماية، ومن يعاند يفقد كل شئ فلا يجد طعامه ولا شرابه ولا وظيفته ويموت بالبطئ داخل دائرة التجاهل والنسيان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى