هل يدرك العدو الصهيوني انه كلما استهدف بالاغتيال قائداً او مقاوماً في الجماعة الاسلامية في لبنان عبر سلاحه الجوي انما يدفن مشروعاً سعى منذ عقود الى تحقيقه مع حليفه الاميركي وأدواته في الأمة لاشعال فتنة مذهبية بين المسلمين على امتداد الامة ، منفقاً في سبيل ذلك المليارات من الدولارات ،
ومسخراً في سبيل ذلك قوى ومجموعات واجهزة ووسائل اعلام تقليدية وحديثة.
ففي وجه موجات المقاومة والتحرر الوطني والقومي وصحوات الامة لم يجد الصهاينة وحلفاؤهم من وسيلة للاجهاز على وحدة امتنا الاّ عبر اثارة كافة انواع العصبيات العرقية والطائفية والمذهبية والعنصرية والحزبية الضيقة الرامية الى تفتيت الامة كي لا تبقى في المنطقة الاّ قوة واحدة مهيمنة هي الكيان الصهيوني .
لكن قرار الجماعة الاسلامية التاريخي بالمشاركة مع حزب الله والاحزاب الوطنية في مواجهة العدوان على غزة وجنوب لبنان وبقاعه الغربي اعلن فشل المؤامرة الصهيونية الاستعمارية الكبرى بتمزيق امتنا كما اعلن سلامة الفكرة التي سعينا اليها جميعاً، اسلاميين وقوميين ويساريين وليبراليين وطنيين، وهي قيام كتلة تاريخية حول المشروع النهضوي الجامع،
وقبلته النضالية في فلسطين ومقدساتها، ونهجه المقاومة التي اظهرت ملحمة “طوفان الاقصى” انها الطريق الافعل والأسلم لتحرير الارض والانسان ، وان كلفتها مهما بلغت تبقى اقل من كلفة الاستسلام.
ولقد جاء اغتيال القائد في الجماعة الاسلامية ايمن غطمة ومرافقه امس السبت قي 22-6-2024 على مفرق بلدة الخيارة بعد استشهاد عدد من اخوانه من قادة ومجاهدي الجماعة الاسلامية في العرقوب وصور وجبل عامل والبقاع الغربي ، جنباً الى جنب مع المئات من شهداء حزب الله والعديد من شهداء القوى الوطنية والقومية ليؤكد على التلازم بين وحدة الامة ومقاومتها للاعداء..وليعزز كل جهد يسعى لتوحيد قوى الامة العربية والاسلامية ،
ويعطي الاولوية لتطوير مبادرات جامعة كالمؤتمر القومي – الاسلامي والمؤتمر العربي العام الذي يضم الاغلبية الساحقة من قوى الأمة وشخصياتها العاملة في سبيل وحدة الأمة وتحرير الارض والانسان،
وحين يحدّد القيمين على المؤتمر القومي – الاسلامي ومنسقه العام المناضل الكبير الاستاذ خالد السفياني السابع من اوكتوبر القادم موعداً مبدئياً لانعقاد دورته العادية فذلك ان بركات “طوفان الاقصى” لا تنحصر في انجازات المقاومة ضد الاحتلال فحسب ،
بل ايضاً في الجو الوحدوي الاصيل التي نجحت في اطلاقه ، تأكيداً للمقولة التاريخية : “فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين”.
المجد والخلود للشهيد غطمة ومرافقه وكافة شهداء ملحمة “طوفان الاقصى” .
والنصر لشعبنا العربي الفلسطيني ولكل مقاومة على طريق القدس وكل فلسطين.