العالم العربي

الملك عبد الله الثاني يؤكد دعم الأردن لأمن سوريا واستقرارها في رسالة شفوية للرئيس السوري

أكد الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في رسالة شفوية نقلها وزير الخارجية أيمن الصفدي، على دعم الأردن لأمن سوريا واستقرارها، مشددًا على أهمية التعاون العربي في عملية إعادة البناء السورية.

في التفاصيل، جاءت هذه الرسالة خلال زيارة وزير الخارجية الأردني لأحمد الشرع، حيث تناولت التحديات التي تواجه سوريا وبحث سبل تعزيز التعاون بين الأردن وسوريا في مختلف المجالات. وأعرب الملك عبد الله الثاني عن رغبة الأردن في تقديم الدعم للحكومة السورية في جهودها للإعمار وتعزيز الاستقرار الداخلي.

ويعكس هذا التأكيد من الملك عبد الله الثاني العلاقة الأخوية التي تربط البلدين، ودور الأردن الرائد في تعزيز الأمن الإقليمي. وقد أشاد وزير الخارجية الأردني بالدور الذي تلعبه سوريا في استقرار المنطقة، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة الإعمار.

“الأردن وسوريا يقفان معًا نحو مستقبل أفضل”

وفي حديثه خلال اللقاء، قال أيمن الصفدي: “إن الأردن يعبر عن استعداده الكامل لدعم الأشقاء في سوريا في كل ما يحتاجونه لإعادة بناء وطنهم وتحقيق الاستقرار المطلوب.”

وأشار البيان إلى أن الصفدي نقل تحيات الملك عبد الله إلى الشرع، و”رسالة شفوية” أكدت “الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، ودعم الأردن لسوريا وأمنها واستقرارها، والوقوف معها في عملية إعادة البناء”.

وبينت أن الشرع بعث تحياته للملك عبد الله، وأكد “عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتثمينه دعم الأردن لسوريا”.

وشدد الشرع على أن سوريا “تحرص على تطوير علاقاتها مع المملكة في مختلف المجالات، وبما يخدم الشعبين والبلدين الشقيقين”.

وفي وقت سابق الخميس، بدأ الصفدي زيارة رسمية غير معلنة المدة إلى سوريا.

وخلال الزيارة، أجرى الوزير الأردني محادثات موسعة مع نظيره السوري أسعد الشيباني “تابعت مخرجات لقاء القمة بين الملك عبد الله الثاني والرئيس الشرع في عمّان بتاريخ 26 فبراير/ شباط 2025”.

وبحسب بيان الخارجية الأردنية، فإن لقاء الوزيرين جاء “في إطار عملية التواصل والتنسيق المستمرة، وتفعيل التعاون في جميع المجالات، واعتماد آليات عملية للارتقاء بالتعاون إلى أفضل المستويات”.

وصدر عن الاجتماع بيان مشترك، أكد فيه الوزيران “متانة العلاقات التاريخية المتجذرة بين الأردن وسوريا، وأهمية ترجمة توجيهات قيادتي البلدين المستهدِفة تطوير علاقات البلدين في عمل مؤسساتي يعود بالخير عليهما وعلى المنطقة”.

واتفق الوزيران على “تشكيل مجلس تنسيق أعلى يشمل في عضويته قطاعات متعددة من بينها الطاقة والصحة والصناعة والتجارة والنقل والزراعة والمياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتعليم والسياحة، وعلى أن يعقد المجلس أولى اجتماعاته خلال الأسابيع القادمة”.

وأكد الصفدي دعم المملكة “المطلق لسوريا في عملية إعادة البناء عبر عملية سورية – سورية يشارك فيها جميع أطياف الشعب السوري على الأسس التي تضمن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها، وتخلّصها من الإرهاب، وتحفظ حقوق جميع السوريين بعد سنوات من القهر والظلم والدمار”.

فيما أكد الوزير الشيباني “ترابط الاستقرار بين البلدين، وحرص سوريا على أمن المملكة ورفضه المساس بأمنها وسلامتها وتعزيز التعاون في المجالات الأمنية، وبما يشمل مكافحة تنظيم داعش الإرهابي والإرهاب بكل أشكاله، ومكافحة تهريب المخدرات والسلاح”.

وأشاد الصفدي بالجهود التي تبذلها الحكومة السورية لمكافحة تهريب المخدرات، وفق البيان ذاته.

كما بحث الوزيران “الخطوات اللازمة لتفعيل مخرجات مؤتمر سوريا ودول الجوار لمحاربة داعش الذي استضافته المملكة بتاريخ 9 مارس/ آذار 2025”.

وأعرب الوزيران عن “ارتياحهما إزاء النمو المضطرد الذي تشهده حركة التبادل التجاري بين البلدين”.

وأكد الصفدي “ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا، واحتلال جزء من أراضيها”.

واعتبر ذلك “خرقا فاضحا للقانون الدولي، وانتهاكا واضحا لاتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، وتصعيدا يدفع باتجاه المزيد من التوتر والصراع في المنطقة”.

ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة الشرع لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.

وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.

واتفق الوزيران الأردني والسوري على “مواصلة التنسيق وعلى تفعيل التواصل بين الوزارات والمؤسسات المعنية بين البلدين في الفترة القادمة لاتخاذ الخطوات اللازمة لزيادة التعاون”.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى