نبدأ بالكتاب الأقل أهمية وهو كتاب مسيرة تحرير وهو مذكرات وزير الإعلام في حقبة الرئيس جمال عبدالناصر محمد فايق.
وإبان نكسة يونيو 67 الذي أسقطت إذاعة صوت العرب مع الساعات الأولى للعدوان مئات الطائرات الإسرائيلية ما شجع الملك حسين للدخول للحرب وخسارة القدس والضفة الغربية بالتبعية، وكانت الأرقام كاذبة بالمطلق.
إلا أن محمد فايق يذكر أن الملحق الأميركي بالقاهرة أخبره أن معلوماتهم الاستخباراتية تظهر أن العدد الحقيقي للطائرات الإسرائيلية تزيد على الأعداد الكاذبة التي أذاعتها صوت العرب يا حلاوة،
ثم يثني فايق على حرب الاستنزاف التي كانت هزيمة أشد من هزيمة 67 كونها استنزفت مصر لا إسرائيل وتسببت بضرب العمق المصري لا الإسرائيلي وتهجير مدن القناة وإصابة الرئيس عبدالناصر بالذبحة القلبية.
والتي أدت بالنهاية للوفاة وقبوله ببادرة روجرز للسلام التي تتضمن الاعتراف بإسرائيل، ومن ثم سقوط لاءات قمة الخرطوم الثلاث وجميع تلك الأمور هي نتاج نكبة حرب الاستنزاف (68-76) لا نكسة 67.
وفي 350 صفحة تأتي مذكرات الدبلوماسي والوزير المصري اللامع نبيل فهمي في قلب الأحداث ابن وزير الخارجية إسماعيل فهمي الذي استقال احتجاجاً على زيارة السادات للقدس.
ويتحدث ضمن الكتاب عن الزيارة الشخصية لجمال مبارك للرئيس بوش ونائبه المؤثر ديك تشيني والتي جعلتهم على أثرها يرفضون ترشح جمال للرئاسة بعد والده،
ويذكر كشاهد عيان الأخطاء القاتلة للرئيس محمد مرسي من معاداته بنزق شديد لجميع مكونات المجتمع المصري كالجيش والأمن والقضاة والقوى الليبرالية واليسارية التي ساعدت على نجاحه بالرئاسة والأقباط ورجال الأعمال والإعلام وتلقيه الأوامر وهو رئيس للجمهورية من مرشد الإخوان وهو خروج فاضح عن الدستور.
إضافة إلى إصداره الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012 ألغى ضمنه الدستور والديموقراطية، حيث أعطى لنفسه صلاحيات مطلقة منفردة لحكم مصر مما تسبب بثورة الجميع عليه وإسقاطه بنفس الطريقة التي أسقط بها حكم مبارك أي الثورة الشعبية.
آخر محطة:
على هامش الرحلة هو كتاب مذكرات طبيب مصري لامع هو الدكتور محمد أبو الغار عاش حقب الملكية والجمهوريات اللاحقة ويشهد على عهد تزوير الانتخابات الذي بدأ في عهد عبدالناصر وتأثير انفصال سورية سبتمبر 62 الكبير عن مصر،
حيث تسبب بخوفه من انقلاب مصري عليه كحال الانقلاب السوري فزادت قبضته الأمنية على مصر وتقديمه رجال الثقة كحال عامر على رجال الكفاءة وتورطه باليمن كتعويض بنظره عن فقدان سورية.
كما أن محاولة تحسين سمعته مع شعب سورية التي خسرها إبان الوحدة بسبب القمع الشديد هو الذي جعله يقوم بالتصعيد وإغلاق مضائق تيران بسبب تهديدات غير مثبتة من إسرائيل لسورية (كذبها الروس) وأدت بالنهاية لنكسة يونيو قبل 57 عاماً.