سفير أوكرانيا بمصر لأخبار الغد :نسعى للسلام وتحرير أراضينا ووقف الحرب والتعايش المشترك
فى ظل استمرار الحرب المسلحة والدبوماسية والإعلامية بين روسيا وأوكرانيا.
حاورنا السفير ميكولا ناهورنى سفير أوكرانيا بالقاهرة وذلك بالتزامن مع انطلاق مؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا ، للتعرف على أهداف ومطالب المؤتمر .
ما أجندة مؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا المذمع عقده السبت المقبل بالعاصمة برن ؟
أن القمة الأولى من أجل السلام فى أوكرانيا ستنعقد فى سويسرا ، وقد تم توزيع الدعوات من جانب دولة سويسرا إلى رؤساء وزعماء 160 دولة بجميع أنحاء العالم وعلى رأسهم تم توجيه دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى وذلك نظراً لأهمية الدور المصرى خاصة أن مصر دولة كبيرة عربية وأفريقية ولها تأثير إقليمى وريادى فى العالم.
وكذلك نظراً للجهود التى بزلتها مصر سابقاً فى اتجاه إحلال السلام العادل والدائم والشامل فى أوكرانيا
و نحن نتذكر المبادرات المصرية ومشاركتها مبادرة مجموعة الاتصال العربية المنطلقة من قبل جامعة الدول العربية وأيضاً نتذكر كلمة الرئيس السيسى فى قمة المناخ cob 28 فضلاً عن تصويت مصر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعمة للسلام فى أوكرانيا ، وأيضاً مشاركة مصر فى المبادرة الأفريقية.
كما زار مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أوكرانيا فى الصيف الماضى فى إطار المبادرة الأفريقية مع عدد من رؤساء الدول الأفريقية
ما أهداف كييف لمؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا ؟
أوكرانيا تسعى لإحلال السلام وتحرير أراضيها الوطنية ووقف إطلاق النار ، وقد أكدت أكثر من 80 دولة مشاركتها ونواصل العمل مع القادة ودعوتهم لحضور القمة .
إن جهود الأغلبية العالمية هي أفضل ضمان للوفاء بالالتزامات. ونتمنى دعم قمة السلام بمشاركة قيادات العالم.
نحن نرفض فرض سياسة الأمر الواقع الاستعمارية للأراضى الأوكرانية ، روسيا تريد احتلال أوكرانيا بالكامل ، إن ضم روسيا للأراضى الأوكرانيا لا يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة ولا أيضاً مع مبادى الشرعية الدولية ولا مع دور روسيا الاتحادية كونها عضو فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة.
والمفترض أن تكون القوة الداعمة للسلام وليس قوة تمارس سياسة القمع والاحتلال .
وقمة سويسرا للسلام بأوكرانيا تعد قمة تأسيسية وفى إطارها سيتم تشكيل الآليات الخاصة للسلام من خلال محاور رئيسية لصيغة السلام التى أرساها الرئيس زيلينسكى ، والمتعلقة بالأمن الغذائى والأمن والسلامة النووية وتحقيق العدالة وأمن الطاقة والمحاور الأخرى.
لماذا لم يتم توجيه الدعوة لروسيا لحضور المؤتمر ؟
نحن نتوقع من القمة اتخاذ القرارات وتأسيس الآليات لتحقيق التقدم لمحاور السلام الرئيسية ونحن نعتقد أن هذه القمة تعد تأسيسية للقمة القادمة ، وفى القمة الثانية سيتم توجيه الدعوة لروسيا للمشاركة فيها .
كيف تصف الأوضاع العسكرية على الأرض الأن ؟
الأوضاع العسكرية على الأرض صعبة ، ففتحت روسيا فى الفترة الأخيرة جبهات جديدة وخاصةً فى منطقة خاركييف فى محاولة لإحداث التقدم فى هذه الجبهة الجديدة.
وهذا أكبر دليل أن روسيا لا ترغب فى إرساء السلام ولكنها تريد فرض شروطها على أوكرانيا والمجتمع الدولى فى محاولة لاستسلام أوكرانيا وهذا لن يحدث أبداً.
قالت روسيا أنها دخلت الحرب بعد فشل الحلول التفاوضية والسلمية لحماية أمنها القومي، ما ردّك؟
منذ عام 2014، أي بعد نشوب الحرب الروسية على أوكرانيا، جرت أكثر من 200 جولة من المفاوضات بين كييف وموسكو في صيغ مختلفة، بما في ذلك في صيغة نورماندي، كما تم التوصل إلى الاتفاق حول وقف إطلاق النار أكثر من 10 مرات.
لكن الكرملين اعتبر جاهزيتنا، نحن والمجتمع الدولي، للمحادثات نقطة الضعف، واستغل تلك الفترة للتحضير للهجوم الجديد الواسع النطاق ضد أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير 2022.
وحتى بعد بدء العدوان الواسع النطاق، دعت أوكرانيا إلى تسوية سلمية وعاجلة للصراع المسلح حول طاولة المفاوضات، مما يدل على ذلك اجتماع وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا في تركيا.
ولكن دعونا نكون صريحين فيما يتعلق بموضوع تلك المفاوضات: هل هي تدور حول إحلال السلام الحقيقي في أوكرانيا أو استسلامها؟
التنازلات الإقليمية الكبيرة، وفقدان السيادة في اتخاذ قرارات السياسة الخارجية، ونزع السلاح وتقليص القوات المسلحة إلى الحد الأدنى، والتخلي عن الهوية الوطنية – هذه ليست سوى قائمة غير كاملة من المطالب المتغيرة للجانب الروسي.
ومن الصعب أن نجد دولة أو شعبا أو زعيما سياسيا يوافق على قبولها.
كانت أوكرانيا وروسيا طرفي المعاهدات الدولية المهمة، بما في ذلك مذكرة بودابست للضمانات الأمنية (مذكرة الضمانات الأمنية المتعلقة بانضمام أوكرانيا إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية) لعام 1994 ومعاهدة الصداقة والشراكة والتعاون لعام 1997، التي أكدت الاعتراف بحرمة الحدود الثنائية القائمة.
وفي الوقت نفسه، فإن هذا لم يمنع الكرملين أبدا من القيام باستفزازات مستمرة ذات طبيعة سياسية، أو اقتصادية، أو طاقية، أو إعلامية ضد أوكرانيا، بغض النظر عن اسم رئيسها، والانتقال في النهاية إلى شن العدوان المسلح .
قالت روسيا أن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو هدّد حدودها وهو ما تسبب في إطلاق الحرب على أوكرانيا، ما تقييمك؟
إن السياسة الاقتصادية والاجتماعية غير الفعالة للحكومة السوفياتية سابقا أو الروسية حاليا، وهي عاجزة عن تحقيق مستوى المعيشة العالي للمواطنين العاديين، لا سيما القاطنين في المناطق الريفية والنائية، وتطوير مرافق البنية التحتية، وتحسين الخدمات التعليمية والطبية، تجعل جهاز الدولة يخلق عدوًا خارجيًا كبيرًا، تبرر الدولة من خلال وجوده ممارساتها المخطئة.
في غضون الحرب الباردة، أصبح حلف شمال الأطلسي (الناتو) خصمًا من هذا النوع، والذي تستخدم روسيا اليوم صورته “البعبعية” بنشاط.
بعد أن خلقت الأوساط السياسية والإعلامية الروسية صورة المواطن الأوكراني كشخص جبان وغير مثقف، فضلاً عن ترويج شعار “سنستولي على كييف في ثلاثة أيام”، واجهت الآلة العسكرية الروسية في فبراير 2022 صمودا بطوليا وغير مسبوق للشعب الأوكراني – وجميع أبنائه وبناته من المواليد في أوكرانيا المستقلة، يستمر للعام الثالث على التوالي.
بعد فشل الهجوم الروسي على العاصمة كييف وسلسلة من الهزائم الروسية المؤلمة في محافظتي خاركيف وخيرسون، وخسارة ما يقرب من 30% من الأسطول الروسي في البحر الأسود، لم تجد موسكو أي مبرر آخر سوى إعلان أوكرانيا منطقة نزاع مسلح بين روسيا وحلف الناتو من أجل إخفاء إخفاقاتها أمام أعين المجتمعين الروسي والدولي ومبادلة نجاحات قوات الدفاع الأوكرانية بإنجازات “المدربين والمرتزقة الغربيين”.
وفي الوقت نفسه، في سياق الحديث عن المخاوف الأمنية التي تروج روسيا باستمرار في وسائل الإعلام الأجنبية، تجدر الإشارة إلى التصريحات التي أدلى بها فلاديمير بوتين شخصيا، بأنه في بداية ولايته الرئاسية الأولى اقترح انضمام روسيا إلى الناتو.
فضلا عن العضوية لمدة أكثر من 20-25 عاما في الناتو لكل من الدول الأعضاء السابقة في حلف وارسو ودول البلطيق المجاورة لروسيا وانضمام السويد وفنلندا (والتي تمتد حدودها المشتركة مع روسيا على أكثر من 1000 كم) مؤخرًا إلى الناتو.
لم تسفر عضوية تلك الدول في حلف الناتو عن وقوع أي نزاع مسلح مع روسيا ولم يشكل أي تهديد لوجودها نهائيا.
واليوم، على الرغم من الخسائر البشرية والمادية الوخيمة التي تتكبدها في أوكرانيا، إلا أنه لا تزال روسيا قوة عسكرية عظمى ذات ثالوث نووي.
وهذا هو الأمر يلقي بظلال من الشك على العدوان المسلح المحتمل ضدها من جانب دول منفردة أو تحالفاتها.
من الواضح أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ليست سوى ذريعة للجمهور المحلي والأجنبي لشن الحرب غير المبررة ضد أوكرانيا بهدف الاستيلاء على أراضيها ومواردها الطبيعية وتربتها الخصبة وقاعدتها التكنولوجية، والأهم من ذلك – سكانها.
في العقود الأخيرة، شهد الأوكرانيون التصرفات العسكرية الروسية الرامية إلى خلق النقاط الساخنة والتحكم بها وتجميدها في الفضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي السابق – وهي ترانسنيستريا، وكاراباخ، وجورجيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
إن الضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم وإرسال مجموعات تخريبية روسية من قبل موسكو إلى محافظتي دونيتسك ولوهانسك في عام 2014 قد أدى إلى تغيير جذري في موقف الشعب الأوكراني تجاه علاقاته مع روسيا وحلف الناتو.
وأصبح التكامل الأوروبي الأطلسي لأوكرانيا، المنصوص عليه في دستورها الوطني، أمرا مصيريا يوفر ضمانة قوية لبقاء أوكرانيا كدولة مستقلة في المستقبل.
تقول روسيا أن التصويت في لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون تم بموجب الدستور الروسي والقانون الدولي اللذين يعطيان حق تقرير المصير. كيف ترى ذلك؟
إن تقديم مثل تلك الحجج ليس بمجرد مسرحية سياسية ودبلوماسية فقط، بل هو ازدراء مطلق إزاء الجمهور الأجنبي الذي يوجه إليه مثل هذا الخطاب، والذي ينكر الحقائق التاريخية والأحكام القانونية الأساسية.
تم إجراء ما يسمى باستفتاءات وهمية على أراضي مناطق معينة من محافظات لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون في ظل ظروف السيطرة العسكرية الكاملة التي فرضتها عليها الدولة الروسية ، على غرار الوضع في شبه جزيرة القرم في مارس 2014، لا صحة لها بموجب القانون الدولي ولا علاقة لها بحقوق شعوب العالم في تقرير مصيرها وتعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومحاولة للاستيلاء على أراض أجنبية.
وفي أكتوبر 2022 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن “السلامة الإقليمية لأوكرانيا: الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة” وذلك بدعم الأغلبية الساحقة من الدول، وبينها مصر الصديقة، يدين قيام روسيا بتنظيم استفتاءات مزعومة غير قانونية في مناطق تقع داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا.
علاوة على ذلك، لقد أعلنت روسيا ضم حتى تلك الأراضي التي لم تحتلها أبدا، مثل مدينة زابوريجيا، أو التي حررتها القوات المسلحة الأوكرانية في خريف عام 2022، مثل مدينة خيرسون.