ملفات وتقارير

سناتر الدروس الخصوصية تغزو المدارس: انهيار الانضباط وتفشي الغش يهددان التعليم في مصر

أشار العديد من المعنيين بالشأن التعليمي إلى ظاهرة خطيرة تتفشى في المدارس المصرية، حيث تحولت بعض الفصول الدراسية إلى مراكز للدروس الخصوصية، مما أدى إلى تراجع الانضباط وانتشار الغش، وخلق أجواء من التوتر بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

تحول الفصول إلى سناتر دروس خصوصية

أكدت نجلاء مصطفى، معلمة لغة عربية بإحدى مدارس القاهرة، أن بعض المعلمين يستغلون الفصول الدراسية لتقديم دروس خصوصية مقابل مبالغ مالية، مما يحول المدرسة إلى مركز للدروس الخصوصية.

وأوضحت أن هذا السلوك يؤثر سلبًا على العملية التعليمية، حيث يفقد الطلاب الثقة في المدرسة، ويشعرون بأن التعليم الجاد لا يتم إلا من خلال الدروس الخصوصية.

تراجع الانضباط المدرسي

أشار الدكتور أحمد عبد الله، خبير تربوي، إلى أن لائحة الانضباط المدرسي التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم تهدف إلى تنظيم العملية التعليمية، لكنها لا تُطبق بشكل فعال في العديد من المدارس.

وأوضح أن غياب الرقابة الصارمة يؤدي إلى تفشي الفوضى داخل المدارس، ويمنح بعض المعلمين الفرصة لاستغلال الفصول في تقديم دروس خصوصية.

انتشار الغش بين الطلاب

أكدت منى حسين، ولية أمر طالبة في المرحلة الثانوية، أن الغش أصبح ظاهرة منتشرة بين الطلاب، حيث يتبادل البعض الإجابات خلال الامتحانات، مما يؤثر على مصداقية التقييم.

وأوضحت أن هذا السلوك يُشجع الطلاب على الاعتماد على الغش بدلًا من الاجتهاد، مما يضر بمستقبلهم الأكاديمي والمهني.

تأثير الدروس الخصوصية على العلاقة بين المعلمين وأولياء الأمور

أشار محمد عبد الرحمن، مدير إحدى المدارس الثانوية، إلى أن تقديم المعلمين لدروس خصوصية داخل الفصول يخلق توترًا بين المعلمين وأولياء الأمور، حيث يشعر البعض بأن المعلمين يهتمون بالطلاب الذين يدفعون مقابل الدروس أكثر من غيرهم.

وأوضح أن هذا السلوك يُضعف العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور، ويؤثر سلبًا على العملية التعليمية.

ضرورة تفعيل لائحة الانضباط المدرسي

أكدت الدكتورة سعاد علي، أستاذة التربية بإحدي الجامعات، أن تفعيل لائحة الانضباط المدرسي يُعد خطوة ضرورية للحد من الفوضى داخل المدارس.

وأوضحت أن تطبيق اللائحة بشكل صارم يُسهم في إعادة الانضباط إلى الفصول الدراسية، ويمنع استغلالها في تقديم دروس خصوصية.

أهمية الرقابة على المدارس

أشار خالد مصطفى، مفتش تعليم، إلى أن الرقابة الدورية على المدارس تُعد أداة فعالة للكشف عن المخالفات، بما في ذلك تقديم دروس خصوصية داخل الفصول.

وأوضح أن تكثيف الزيارات المفاجئة للمدارس يُسهم في ردع المعلمين عن استغلال الفصول لأغراض شخصية.

دور المجتمع في مواجهة الظاهرة

أكدت فاطمة عبد العزيز، ناشطة في مجال التعليم، أن المجتمع بأكمله يجب أن يشارك في مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية داخل المدارس.

وأوضحت أن توعية أولياء الأمور والطلاب بمخاطر هذه الظاهرة يُسهم في الحد منها، ويُعزز من قيمة التعليم المدرسي.

الحلول المقترحة لمعالجة المشكلة

أشار الدكتور محمود حسن، خبير في السياسات التعليمية، إلى أن معالجة ظاهرة الدروس الخصوصية داخل المدارس تتطلب مجموعة من الإجراءات، منها

تفعيل لائحة الانضباط المدرسي بشكل صارم، وتكثيف الرقابة على المدارس، وتوعية المجتمع بمخاطر الظاهرة، وتحسين رواتب المعلمين لتقليل اعتمادهم على الدروس الخصوصية.

أوضح العديد من المعنيين بالشأن التعليمي أن ظاهرة الدروس الخصوصية داخل المدارس تُعد خطرًا يهدد مستقبل التعليم في مصر، ويتطلب تضافر جهود الجميع لمواجهتها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى