مقالات ورأى

يوسف عبداللطيف يكتب: عيد الأضحى ذكريات الحب والتقاليد مع العائلة

عيد الأضحى المبارك هو أحد المناسبات الدينية المهمة التي تحمل ذكريات جميلة من طفولتي .. كنت دائماً متحمساً للعيد ولكن ما يميز عيد الأضحى بالنسبة لي هي الطقوس والتقاليد التي كنت أشارك فيها عائلتي، وخاصةً والدتي رحمها الله.

كانت أمي تكون دائماً مشغولة في الاستعداد للاحتفال بالعيد قبل أيام من وصوله .. كانت تقوم بغسل وتنظيف المنزل بشكل مكثف، وطهي الرقاق “الفطير” والعيش الشمسي. كنت أساعدها في تجهيزه وكنت أحب شم رائحته في الفرن البلدي التي يتم خبزه فيها.

كانت أمي أيضاً تشتري الملابس الجديدة لنا وتهتم بتزيينها وتخصيص وقت لجعلنا نشعر بالجمال والتألق في هذا اليوم .. كانت تختار لي الثياب الملونة بأحب الأشكال والتطريزات.

ففي صباح عيد الأضحى، كنا نذهب مبكراً إلى المسجد لأداء صلاة العيد حيث كانت هذه الصلاة تمثل بالنسبة لي بداية يوم جميل ومليء بالفرح والاحتفال وبعد الصلاة، كنا نعود إلى المنزل حيث كانت أمي تقوم بتحضير وجبة الإفطار الخاصة بعيد الأضحى، التي تتضمن اللحم المشوي والفتة.

ورغم أن أمي رحمها الله لم تكن معنا الآن، إلا أن ذكريات الطفولة في عيد الأضحى تبقى حية في ذاكرتي، وتجعلني أشعر بالفخر والامتنان لكل اللحظات الجميلة التي قضيناها معاً.

ففي هذا اليوم المبارك، يتمتع الناس بأوقات سعيدة ومليئة بالذكريات الطيبة خلال احتفالات عيد الأضحى فكانت أمي رمزاً للسعادة والمحبة خلال هذه المناسبة، حيث كنا نجتمع كعائلة لنحتفل معاً.

وكانت طقوس العيد تبدأ منذ الصباح الباكر بلبس الملابس الجديدة والتوجه إلى المسجد لأداء صلاة العيد وبعد ذلك تناول وجبة الفتة

فلن يغيب عن ذاكرتي أبي رحمة الله عليه الذي كان يتكفل بشراء الأضحية في كل عيد أضحي، وكان يختارها بعناية شديدة لضمان جودتها وكان يحرص على أن تكون في أفضل حال.

وكنت دائماً أنتظر والدي لأساعده في نحر الأضحية، فكان يحب أن يقوم بهذه الخطوة بنفسه دون الحاجة لجلب الجزار.

وبعد ذلك، كنت أتلقى العيديات من الأهل والأقارب، وكانت هذه اللحظات تمثل لنا فرحة كبيرة وذكرى جميلة. الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته.

ثم الذهاب لزيارة الأقارب والأصدقاء، حيث كانت أمي تعلمنا قيمة العلاقات الاجتماعية من خلال الاحتفال بالعيد مع الآخرين.

فكانت لديها طقوس خاصة أيضاً في تحضير وتقديم طعام العيد فكانت تستمتع بتحضير الأطعمة الشهية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من احتفالات العيد.

وقد كانت تمضي وقتاً طويلاً في المطبخ وتعمل بكل حب واهتمام لتحضير وجبات لذيذة تجسد روح العيد.

فتلك التفاصيل كانت جزءًا لا يتجزأ من احتفالات العيد بالنسبة لنا، حيث كانا أبي وأمي يحملان طقوسهما الخاصة التي كانت تضيف جوًا من الدفء والحب إلى احتفالات العيد. رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى